الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4126 ص: وقد روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ما يدل على ذلك أيضا: حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج بن المنهال ، قال: ثنا حماد بن سلمة ، قال: أنا حجاج ، عن عمرو بن شعيب ، عن سعيد بن المسيب: " ، أن رجلا أتى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يوم النحر فقال: يا أمير المؤمنين، إني تمتعت ولم أهد ولم أصم في العشر، فقال: سل في قومك، ثم قال: يا معيقيب ، أعطه شاة".

                                                أفلا ترى أن عمر -رضي الله عنه- لم يقل له: فهذه أيام التشريق فصمها، فدل تركه ذلك وأمره إياه بالهدي أن أيام الحج عنده التي أمر الله -عز وجل- المتمتع بالصوم فيها هي قبل النحر، وأن يوم النحر وما بعده من أيام التشريق ليس منها.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ما يدل على أن أيام التشريق لا تصلح لصوم المتعة والقران ونحوهما.

                                                وأخرجه عن محمد بن خزيمة بن راشد ، عن حجاج بن منهال شيخ البخاري ، عن حماد بن سلمة ، عن الحجاج بن أرطأة فيه مقال، فقال الدارقطني: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي. وفي "الميزان" قال: الحجاج بن أرطأة أحد الأعلام على لين فيه.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا ابن أبي زائدة ، عن حجاج ، عن عمرو بن شعيب ، عن سعيد بن المسيب: "أن رجلا أتى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- متمتعا قد فاته الصوم في العشر، فقال له: اذبح شاة، قال: ليس عندي، قال: سل قومك، قال: ليس ها هنا أحد من قومي، قال: أعطه يا معيقيب ثمن شاة".

                                                [ ص: 205 ] قوله: "سل في قومك" أراد به سل شاة تذبحها من أحد من قومك، فلما قال له: ليس ها هنا أحد من قومي، قال: "يا معيقيب أعطه شاة" وهو معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، أسلم قديما بمكة، وهاجر إلى الحبشة، الهجرة الثانية، ثم هاجر إلى المدينة، وكان على خاتم النبي -عليه السلام-، ثم استعمله عمر بن الخطاب خازنا على بيت المال، وأصابه الجذام، وأحضر له عمر الأطباء فعالجوه فوقف المرض، وهو الذي سقط من يده خاتم النبي -عليه السلام- أمام عثمان -رضي الله عنه- في بئر أريس فلم يوجد، ومنذ سقط الخاتم اختلفت الكلمة، توفي معيقيب في سنة أربعين من الهجرة -رضي الله عنه-.

                                                قوله: "أولا ترى ... " إلى آخره، توضيح لما قاله من قبل أن أيام التشريق لا تصلح للصيام مطلقا.

                                                ***




                                                الخدمات العلمية