الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2975 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عرفات الحج عرفات الحج عرفات أيام منى ثلاث فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج قال ابن أبي عمر قال سفيان بن عيينة وهذا أجود حديث رواه الثوري قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ورواه شعبة عن بكير بن عطاء ولا نعرفه إلا من حديث بكير بن عطاء

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن بكير بن عطاء ) بضم الباء الموحدة وفتح الكاف مصغرا الليثي الكوفي ثقة من الرابعة ، ( عن عبد الرحمن بن يعمر ) بفتح التحتانية وسكون المهملة وفتح الميم الديني بكسر الدال وسكون التحتانية صحابي . نزل الكوفة ويقال مات بخراسان .

                                                                                                          قوله : ( الحج عرفات ) أي ملاك الحج ، ومعظم أركانه وقوف عرفات لأنه يفوت بفواته .

                                                                                                          قال في القاموس : يوم عرفة التاسع من ذي الحجة ، وعرفات موقف الحاج ، وذلك على اثني عشر ميلا من مكة ، وغلط الجوهري فقال موضع بمنى ، سميت لأن آدم وحواء تعارفا بها ، أو لقول جبريل لإبراهيم عليهما السلام لما علمه المناسك ، أعرفت؟ قال : عرفت . اسم في لفظ الجمع فلا تجمع معرفة وإن كانت جمعا لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد معروفة لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون والنسبة عرفي . ( أيام منى ثلاث ) أراد بها أيام التشريق . وهي الأيام المعدودات ، وأيام رمي الجمار وهي الثلاثة التي بعد يوم النحر ، وليس يوم النحر منها لإجماع الناس على أنه لا يجوز النفر ثاني يوم النحر ولو كان يوم النحر من الثلاث لجاز أن ينفر من شاء في ثانيه . قاله الشوكاني فمن تعجل أي استعجل بالنفر أي الخروج من منى في يومين أي اليومين الأخيرين من أيام التشريق فنفر في اليوم الثاني منها بعد رمي جماره فلا إثم عليه بالتعجيل ومن تأخر أي عن النفر في اليوم الثاني من أيام التشريق إلى اليوم الثالث حتى بات ليلة الثالث ورمى يوم الثالث جماره ، وقيل المعنى : ومن تأخر عن الثالث إلى الرابع ولم ينفر مع العامة . قاله الشوكاني فلا إثم عليه وهو أفضل لكون العمل فيه أكمل لعمله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                          [ ص: 254 ] وقد ذكر أهل التفسير أن أهل الجاهلية كانوا فئتين : إحداهما ترى المتعجل آثما ، وأخرى ترى المتأخر آثما ، فورد التنزيل بنفي الحرج عنهما ودل فعله عليه الصلاة والسلام على بيان الأفضل منهما ( ومن أدرك عرفة ) أي أدرك الوقوف بعرفة ( قبل أن يطلع الفجر ) أي من ليلة جمع . وفي رواية أبي داود : من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتم حجه ( فقد أدرك الحج ) فيه رد على من زعم أن الوقوف يفوت بغروب الشمس يوم عرفة ، ومن زعم أن وقته يمتد إلى ما بعد الفجر إلى طلوع الشمس .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي .




                                                                                                          الخدمات العلمية