الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              608 [ 308 ] وعن وائل بن حجر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه حين دخل في الصلاة ; كبر - وصف همام حيال أذنيه - ثم التحف بثوبه ، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى ، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ، ثم كبر فركع ، فلما قال " سمع الله لمن حمده " رفع يديه ، فلما سجد سجد بين كفيه .

                                                                                              رواه أحمد ( 4 \ 316 )، ومسلم ( 401 )، وأبو داود ( 723 - 737 )، والنسائي ( 2 \ 194 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله في حديث وائل بن حجر " وضعهما حيال أذنيه " ، حيال وحذاء وإزاء بمعنى واحد .

                                                                                              وقوله " ثم التحف بثوبه " يدل على أن العمل اليسير في الصلاة [ ص: 21 ] لا يفسدها خلافا لما حكى العبدي من متأخري أئمة العراقيين أن العمل فيها عمدا مفسد للصلاة ; قال : ويستوي في ذلك قليله وكثيره . والالتحاف : الاشتمال والتلفف - كله بمعنى واحد .

                                                                                              وقوله " ثم وضع يده اليمنى على اليسرى " اختلف فيه على ثلاثة أقوال ; فروى مطرف وابن الماجشون عن مالك أنه قال : يقبض باليمنى على المعصم والكوع من يده اليسرى تحت صدره تمسكا بهذا الحديث ، وروى ابن القاسم أنه يسدلهما وكره له ما تقدم ، ورأى أنه من الاعتماد على اليد في الصلاة المنهي عنه في كتاب أبي داود ، وروى أشهب التخيير فيهما والإباحة .

                                                                                              وقوله " أخرج يديه من الثوب " يدل على أنه يخرجهما ويرفعهما ، كما صار إليه مالك .

                                                                                              وقوله " وسجد بين كفيه " إنما فعل ذلك ليتمكن من التجنيح الذي كان يفعله في سجوده ، كما روي عنه أنه كان يجنح حتى يرى بياض إبطيه .




                                                                                              الخدمات العلمية