الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                715 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن محارب عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم وحدثنيه محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان بهذا الإسناد قال عبد الرحمن قال سفيان لا أدري هذا في الحديث أم لا يعني أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي قالا جميعا حدثنا شعبة عن محارب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بكراهة الطروق ولم يذكر يتخونهم أو يلتمس عثراتهم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( يطرق أهله ليلا يتخونهم ) فهو بفتح اللام وإسكان الياء أي : في الليل ( والطروق ) بضم الطاء هو الإتيان في الليل ، وكل آت في الليل فهو طارق . ومعنى ( تستحد المغيبة ) أي : تزيل شعر عانتها ، والمغيبة التي غاب زوجها ، والاستحداد : استفعال من استعمال الحديدة وهي الموسى ، [ ص: 63 ] والمراد إزالته كيف كان . ومعنى ( يتخونهم ) : يظن خيانتهم ، ويكشف أستارهم ، ويكشف هل خانوا أم لا ؟ ومعنى هذه الروايات كلها أنه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلا بغتة ، فأما من كان سفره قريبا تتوقع امرأته إتيانه ليلا فلا بأس كما قال في إحدى هذه الروايات : ( إذا أطال الرجل الغيبة ) وإذا كان في قفل عظيم أو عسكر ونحوهم ، واشتهر قدومهم ووصولهم ، وعلمت امرأته وأهله أنه قادم معهم ، وأنهم الآن داخلون ، فلا بأس بقدومه متى شاء لزوال المعنى الذي نهى بسببه ، فإن المراد أن يتأهبوا ، وقد حصل ذلك ، ولم يقدم بغتة . ويؤيد ما ذكرناه ما جاء في الحديث الآخر : " أمهلوا حتى ندخل ليلا - أي : عشاء - كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة " . فهذا صريح فيما قلناه ، وهو مفروض في أنهم أرادوا الدخول في أوائل النهار بغتة ، فأمرهم بالصبر إلى آخر النهار ليبلغ قدومهم إلى المدينة ، وتتأهب النساء وغيرهن . والله أعلم .

                                                                                                                [ ص: 64 ]



                                                                                                                الخدمات العلمية