الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2909 - "إياكم والغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين" ؛ (حم ن هـ ك)؛ عن ابن عباس ؛ (صح) .

التالي السابق


(إياكم والغلو في الدين) ؛ أي: التشديد فيه؛ ومجاوزة الحد؛ والبحث عن غوامض الأشياء؛ والكشف عن عللها؛ [ ص: 126 ] وغوامض متعبداتها؛ (فإنما هلك من كان قبلكم) ؛ من الأمم؛ (بالغلو في الدين) ؛ والسعيد من اتعظ بغيره؛ وهذا قاله غداة العقبة ؛ وأمرهم بمثل حصى الخذف؛ قال ابن تيمية : قوله: "إياكم والغلو في الدين" ؛ عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال؛ و"الغلو": مجاوزة الحد؛ بأن يزاد في مدح الشيء؛ أو ذمه؛ على ما يستحق؛ ونحو ذلك؛ والنصارى أكثر غلوا في الاعتقاد والعمل من سائر الطوائف؛ وإياهم نهى الله عن الغلو؛ في القرآن؛ بقوله (تعالى): لا تغلوا في دينكم ؛ وسبب هذا الأمر العام رمي الجمار؛ وهو داخل فيه؛ مثل الرمي بالحجارة الكبار؛ على أنه أبلغ من الصغار؛ ثم علله بقوله بما يقتضي أن مجانبة هديهم مطلقا؛ أبعد عن الوقوع فيما به هلكوا؛ وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه الهلاك.

(حم ن هـ ك؛ عن ابن عباس ) ؛ ورواه عنه أيضا ابن منيع ؛ والحلواني ؛ والديلمي ؛ وغيرهم؛ قال ابن تيمية : هذا إسناد صحيح؛ على شرط مسلم .




الخدمات العلمية