الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                200 حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى وابن بشار حدثانا واللفظ لأبي غسان قالوا حدثنا معاذ يعنون ابن هشام قال حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة وحدثنيه زهير بن حرب وابن أبي خلف قال حدثنا روح حدثنا شعبة عن قتادة بهذا الإسناد ح وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع ح وحدثنيه إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة جميعا عن مسعر عن قتادة بهذا الإسناد غير أن في حديث وكيع قال قال أعطي وفي حديث أبي أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر نحو حديث قتادة عن أنس

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله ( وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى وابن بشار حدثانا واللفظ لأبي غسان قالوا : حدثنا معاذ يعنون ابن هشام ) هذا اللفظ قد يستدركه من لا معرفة له بتحقيق مسلم وإتقانه ، وكمال ورعه وحذقه وعرفانه ، فيتوهم أن في الكلام طولا فيقول : [ ص: 437 ] كان ينبغي أن يحذف قوله ( حدثانا ) ، وهذه غفلة ممن يصير إليها ; بل في كلام مسلم فائدة لطيفة ، فإنه سمع هذا الحديث من لفظ أبي غسان ولم يكن مع مسلم غيره ، وسمعه من محمد بن مثنى وابن بشار وكان معه غيره ، وقد قدمنا في الفصول أن المستحب والمختار عند أهل الحديث : أن من سمع وحده قال : حدثني ، ومن سمع مع غيره قال : حدثنا ، فاحتاط مسلم وعمل بهذا المستحب ; فقال : حدثني أبو غسان أي سمعت منه وحدي ، ثم ابتدأ ; فقال : ومحمد بن مثنى وابن بشار حدثانا أي سمعت منهما مع غيري ، فمحمد بن المثنى مبتدأ وحدثانا الخبر ، وليس هو معطوفا على أبي غسان . والله أعلم .

                                                                                                                وقوله : ( قالوا : حدثنا معاذ ) يعني ( بقالوا ) محمد بن المثنى وابن بشار وأبا غسان . والله أعلم .

                                                                                                                وقوله : ( عن قتادة قال : حدثنا أنس أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لكل نبي دعوة ) ثم ذكر مسلم طريقا آخر عن وكيع وأبي أسامة عن مسعر عن قتادة ثم قال : غير أن في حديث وكيع قال : ( أعطي ) ، وحديث أبي أسامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، هذا من احتياط مسلم - رضي الله عنه - ، ومعناه أن رواياتهم اختلف في كيفية لفظ أنس ; ففي الرواية الأولى عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لكل نبي دعوة " ، وفي رواية وكيع عن أنس قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أعطي كل نبي دعوة " . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( وحدثني محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه عن أنس ) هذا الإسناد كله بصريون . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية