الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6715 ) فصل : ومن قلع سنا زائدة وهي التي تنبت فضلة في غير سمت الأسنان ، خارجة عنها ، إما إلى داخل الفم ، وإما إلى الشفة ، وكانت للجاني مثلها في موضعها ، فللمجني عليه ، القصاص ، أو أخذ حكومة في سنه ، وإن لم يكن له مثلها في محلها ، فليس للمجني عليه إلا الحكومة ، وإن كانت إحدى الزائدتين أكبر من الأخرى ، ففيه وجهان ; أحدهما لا تؤخذ الكبرى بالصغرى ، لأن الحكومة فيها أكبر ، فلا يقلع بها ما هو أقل قيمة منها والثاني ، تؤخذ بها ، لأنهما سنان متساويان في الموضع ، فتؤخذ كل واحدة منهما بالأخرى ، كالأصليتين ، ولأن قول الله تعالى : { والسن بالسن } عام فيدخل فيه محل النزاع ، وإن قلنا : يثبت القياس في الزائدتين بالاجتهاد ، فالثابت بالاجتهاد معتبر بما ثبت بالنص ، واختلاف القيمة لا يمنع القصاص ، بدليل جريانه بين العبيد ، وبين الذكر والأنثى ، في النفس والأطراف ، على أن كبر السن لا يوجب كثرة قيمتها ، فإن السن الزائدة نقص وعيب ، وكثرة العيب زيادة في النقص ، لا في القيمة ، ولأن كبر السن الأصلية لا يزيد قيمتها ، فالزائدة كذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية