الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 167 ] فصل :

ومحل النية القلب ، فلو سبق لسانه بغير ما قصده كان الاعتبار بما قصد ، ولو قصد مع الوضوء التبرد أو غيره لم يضره ، كما لو قصد تعليم غيره أو قصد مع الصلاة تعليمها ، ويستحب تقديم النية على غسل اليد ؛ لأنه أول المسنونات ، ويجب تقديمها على الوجه والمضمضة والاستنشاق ؛ ولأنه أول الواجبات ويجوز تقديمها عليه بالزمن اليسير كالصلاة ، ويجب استصحاب حكمها إلى آخر الوضوء .

والأفضل أن يستصحب ذكرها أيضا كما قلنا في الصلاة وغيرها ، ومعنى الاستدامة أن لا يفسخها بأن ينوي قطع الوضوء أو ينوي بالغسل تبردا أو تنظفا من النجاسة ويعزب عن نية الوضوء ، فإن فسخها بطلت في أقوى الوجهين كما تبطل الصلاة والصيام ، فإن أفرد كل عضو بنيته بأن يقصد غسله في وضوئه جاز ولم يبطل ما غسله بالفسخ ، كما لو نوى إبطالها بعد فراغها في الصحيح المشهور .

التالي السابق


الخدمات العلمية