الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1365 35 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الواحد ، قال : حدثنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة قال : حدثنا أبو بردة بن أبي موسى ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة ، قال : اشفعوا تؤجروا ، ويقضي الله على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - ما شاء . [ ص: 299 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 299 ] مطابقته للجزء الأخير للترجمة في قوله - صلى الله عليه وسلم - " اشفعوا " حين يجيء سائل أو طالب حاجة .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم خمسة : الأول : موسى بن إسماعيل المنقري تكرر ذكره . الثاني : عبد الواحد بن زياد . الثالث : أبو بردة بضم الباء الموحدة اسمه بريد بضم الباء الموحدة وفتح الراء ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري . الرابع : أبو بردة أيضا بضم الباء اسمه عامر . وقيل : الحارث . الخامس : أبو موسى الأشعري ، واسمه عبد الله بن قيس رضي الله تعالى عنهم .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع .

                                                                                                                                                                                  وفيه العنعنة في موضع واحد .

                                                                                                                                                                                  وفيه أبو بردة الأول الذي اسمه بريد ، يروي عن جده أبي بردة الذي اسمه عامر أو حارث ، وهو يروي عن أبيه عبد الله بن قيس .

                                                                                                                                                                                  وفيه الرواية عن الأب ، وعن الجد .

                                                                                                                                                                                  وفيه أن شيخه وعبد الواحد بصريان ، والبقية كوفيون .

                                                                                                                                                                                  وفيه المكنى بأبي بردة اثنان وهما الأب وجده ، كل منهما كنيته أبو بردة .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) : أخرجه البخاري أيضا في الأدب . وفي التوحيد ، عن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، وعن محمد بن يوسف ، عن سفيان الثوري ، وأخرجه مسلم في الأدب ، عن أبي بكر ، عن علي بن مسهر وحفص بن غياث ، وأخرجه أبو داود فيه ، عن مسدد .

                                                                                                                                                                                  وفي السنة ، عن أبي معمر ، وأخرجه الترمذي في العلم ، عن الحسن بن علي الخلال ، ومحمود بن غيلان وغير واحد ، كلهم عن أبي أسامة به ، وأخرجه النسائي في الزكاة ، عن محمد بن بشار .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) : قوله : " أو طلبت " على صيغة المجهول ، قوله : " اشفعوا " ، وفي رواية أبي الحسن " شفعوا " بحذف الألف ليشفع بعضكم في بعض يكن لكم الأجر في ذلك ، وأنكم إذا شفعتم إلي في حق طالب الحاجة ، فقضيت حاجته بما يقضي الله على لساني في تحصيل حاجته حصل للسائل المقصود ، ولكم الأجر والشفاعة مرغب فيها مندوب إليها ، قال تعالى : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها قوله : " ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء " بيان أن الساعي مأجور على كل حال وإن خاب سعيه ، قال النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " ، ولا يأبى كبير أن يشفع عند صغير ، فإن شفع عنده ولم يقضها له لا ينبغي له أن يؤذي الشافع ، فقد شفع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - عند بريرة رضي الله عنها لترد زوجها فأبت .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية