الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وإن ترك شيئا ولم يدر أفرض أم سنة لم يسقط فرضه للشك في صحته ، وإن اعتقد الفرض سنة أو عكسه فأداها على ذلك لم يصح ، لأنه بناها على اعتقاد فاسد ، ذكره ابن الزاغوني ، فظاهر كلامهم خلافه .

                                                                                                          وقال أبو الخطاب لا يضره ، إن كان لا يعرف الركن من الشرط والفرض من السنة ، ورد صاحب المحرر على من لم يصحح الائتمام بمن يعتقد أن الفاتحة نفل بفعل الصحابة ، فمن بعدهم ، مع شدة اختلافهم ، فيما هو الفرض والسنة ، ولأن اعتقاد الفرضية والنفلية يؤثر في جملة الصلاة ، لا تفاصيلها ، لأن من صلى يعتقد الصلاة فريضة ، فأتى بأفعال يصح معها الصلاة بعضها فرض وبعضها نفل وهو يجهل الفرض من السنة أو يعتقد الجميع فرضا صحت صلاته ( ع ) وكذا قال الحنفية في حنفي اقتدى بمن يرى الوتر سنة يجوز لضعف دليل وجوبه ، ذكره في مختصر البحر المحيط ، وكذا عند المالكية متى أتى بالشرائط جاز الائتمام به ، وإن لم يعتقد وجوبها وإلا لم يجز فالشافعي يمسح جميع رأسه سنة لا يضر اعتقاده ، بخلاف ما لو أم في الفريضة بنية [ ص: 470 ] النافلة أو يمسح رجليه ، قال بعض المالكية إنما يمتنع فيما علم خطؤه ، كنقض القضاء .

                                                                                                          وفي النصيحة للآجري يجب أن يتعلم حتى يعلم فرض الطهارة من السنة ; وأن الواجبات المذكورات سنن ، من ترك شيئا منها أو غيرها من السنن ; كالأذان ، والإقامة ، والافتتاح ، ورفع اليدين مع التكبير ، والتورك عمدا أو جهلا أعاد ، لأن من خالف السنة عصى ، وهذا الذي ذكره يشبه كلام المالكية ، وعند المالكية أنه يجب التعلم ، وأن صلاة الجاهل وإمامته لا تصح ، واحتج صاحب الإكمال منهم بقوله عليه السلام للمسيء في صلاته : { ارجع فصل فإنك لم تصل }

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية