الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 411 ] ومن سورة الحجر [15]

                                                                                                                                                                                                                      663 - قال : ربما يود الذين كفروا [2]

                                                                                                                                                                                                                      وأدخل مع "رب" "ما" ليتكلم بالفعل بعدها، وإن شئت جعلت "ما" بمنزلة "شيء" ، فكأنك قلت: "ورب شيء / يود" ؛ أي: "رب ود يوده الذين كفروا".

                                                                                                                                                                                                                      664 - وقال : إلا من استرق السمع [18]

                                                                                                                                                                                                                      استثناء خارج ، كما قال : "ما أشتكي إلا خيرا" ، يريد "أذكر خيرا".

                                                                                                                                                                                                                      665 - وقال: وأرسلنا الرياح لواقح [22]

                                                                                                                                                                                                                      فجعلها على "لاقح" ، كأن الرياح لقحت؛ لأن فيها خيرا فقد لقحت بخير، وقال بعضهم : "الرياح تلقح السحاب" فقد يدل على ذلك المعنى؛ لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه.

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 412 ] 666 - وقال : رب بما أغويتني [39]

                                                                                                                                                                                                                      يقول: "بإغوائك إياي" .

                                                                                                                                                                                                                      لأزينن لهم [39]

                                                                                                                                                                                                                      على القسم ، كما تقول: "بالله لأفعلن".

                                                                                                                                                                                                                      667 - وقال : لكل باب منهم جزء مقسوم [44]

                                                                                                                                                                                                                      لأنه من "جزأته" ، ومنهم من يعني: من الناس.

                                                                                                                                                                                                                      668 - وقال : قالوا لا توجل [53]

                                                                                                                                                                                                                      لأنه من "وجل يوجل"، وما كان على "فعل" فهو "يفعل"؛ وتظهر فيه "الواو"، ولا تذهب كما تذهب من "يزن"؛ لأن "وزن" "فعل" . وأما بنو تميم فيقولون : "تيجل"؛ لأنهم يقولون في "فعل" "تفعل" فيكسرون "التاء" في "تفعل" و"الألف" من "افعل" ، و"النون" من "نفعل" ، ولا يكسرون "الياء"؛ لأن الكسر من "الياء"؛ فاستثقلوا اجتماع ذلك. وقد كسروا "الياء" في باب "وجل"؛ لأن "الواو" قد تحولت إلى "الياء" مع "التاء" و"النون" و"الألف"؛ فلو فتحوها استنكروا "الواو" ، ولو فتحوا "الياء" لجاءت "الواو"، فكسروا "الياء" فقالوا : "ييجل"؛ ليكون الذي بعدها "ياء" ، وكانت "الياء" أخف مع "الياء" من "الواو" مع "الياء"؛ لأنه يفر إلى "الياء" من "الواو" ، ولا يفر إلى "الواو" من "الياء". قال بعضهم : "ييجل" فقلبها "ياء" ، وترك التي قبلها مفتوحة؛ كراهة اجتماع "الكسرة" و"الياءين".

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 413 ] 669 - وقال: وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء [66]

                                                                                                                                                                                                                      لأن قوله: أن دابر بدل من "الأمر".

                                                                                                                                                                                                                      670 - وقال : ومن يقنط من رحمة ربه ؛ لأنها من "قنط يقنط" ، وقال بعضهم : يقنط مثل: "يقتل" و"يقنط" مثل "علم" يعلم".

                                                                                                                                                                                                                      671 - وقال : إلى قوم مجرمين إلا آل لوط [58 – 59 ] استثناء من "المجرمين"؛ أي: لا يدخلون في الإجرام.

                                                                                                                                                                                                                      672 - وقال : لعمرك إنهم لفي [77]

                                                                                                                                                                                                                      و لعمرك - والله أعلم - : و"عيشك" ، إنما يريد به "العمر" ، و"العمر والعمر" : لغتان.

                                                                                                                                                                                                                      673 - وقال : عضين وهو من "الأعضاء" ، وواحده "العضة" مثل "العزين" وواحده "العزة".

                                                                                                                                                                                                                      674 - وقال: هذا صراط مستقيم [41]

                                                                                                                                                                                                                      يقول: علي دلالته ؛ نحو قول العرب: "علي الطريق الليلة" ، أي : علي دلالته.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية