الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3083 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن صالح بن كيسان عن رجل لم يسمه عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال ألا إن القوة الرمي ثلاث مرات ألا إن الله سيفتح لكم الأرض وستكفون المؤنة فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه قال أبو عيسى وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أسامة بن زيد عن صالح بن كيسان رواه أبو أسامة وغير واحد عن عقبة بن عامر وحديث وكيع أصح وصالح بن كيسان لم يدرك عقبة بن عامر وقد أدرك ابن عمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أسامة بن زيد ) هو الليثي .

                                                                                                          قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم إلخ " ما " موصولة والعائد محذوف و " من قوة " بيان له ، فالمراد هنا نفس القوة . وفي هذا البيان والمبين إشارة إلى أن هذه العدة لا تستحب بدون المعالجة والإدمان الطويل ، وليس شيء من عدة الحرب وأداتها أحوج إلى المعالجة والإدمان عليها مثل القوس والرمي بها ، ولذلك كرر صلوات الله وسلامه عليه تفسير القوة بالرمي بقوله ( ألا ) للتنبيه ( إن القوة الرمي ) أي هو العمدة ( ثلاث مرات ) كررها ثلاثا لزيادة التأكيد أو إشارة إلى الأحوال الثلاث من القلة والكثرة وبينهما فإنها نافية في جميعها ( وستكفون المؤنة ) بصيغة المجهول : أي سيكفيكم الله مؤنة القتال بما فتح عليكم ، وفي رواية مسلم يكفيكم الله .

                                                                                                          قال القاري : أي شرهم بقوته وقهره لكن ثوابكم وأجركم مترتب على سعيكم وتعبكم ( فلا يعجزن ) بكسر الجيم على المشهور وبفتحها على لغة ، ومعناه الندب إلى الرمي .

                                                                                                          قال النووي في شرح مسلم فيه : وفي الأحاديث بعد فضيلة الرمي والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى ، وكذلك المشاحفة وسائر أنواع استعمال السلاح . وكذا [ ص: 377 ] المسابقة بالخيل وغيرها ، والمراد بهذا كله التمرن على القتال والتدرب والتحذق فيه ، ورياضة الأعضاء بذلك ( أن يلهو ) أي يشتغل يلعب ( بأسهمه ) جمع السهم أي مع قسيها بنية الجهاد وحديث عقبة هذا أخرجه أيضا مسلم من وجه آخر .




                                                                                                          الخدمات العلمية