الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الحصيري

                                                                                      الشيخ الإمام العلامة شيخ الحنفية جمال الدين أبو المحامد محمود بن أحمد بن عبد السيد البخاري الحصيري التاجري الحنفي .

                                                                                      ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة .

                                                                                      [ ص: 54 ] وتفقه ببخارى وبرع ، ولو أنه سمع في صباه لصار مسند زمانه ، ولكنه سمع في الكهولة من أبي سعد عبد الله بن عمر بن الصفار ، ومنصور بن الفراوي ، والقاضي إبراهيم بن علي بن حمك المغيثي ، والمؤيد الطوسي .

                                                                                      وحدث ب " صحيح " مسلم .

                                                                                      روى عنه زكي الدين البرزالي ، ومجد الدين بن العديم ، وابن الحلوانية ، وابن الصابوني ، وفاطمة بنت جوهر البطائحية .

                                                                                      وبالإجازة القاضيان : الخويي والحنبلي .

                                                                                      درس ، وناظر ، وأفتى ، وتخرج به الأصحاب ، وسكن دمشق ، وولي تدريس " النورية " في سنة إحدى عشرة وستمائة ، وكان ينطوي على دين وعبادة وتقوى ، وله جلالة عجيبة ، ومنزلة مكينة ، وحرمة وافرة .

                                                                                      وهو منسوب إلى محلة ببخارى ينسجون الحصر فيها .

                                                                                      توفي في ثامن صفر سنة ست وثلاثين وستمائة وله تسعون سنة ، وازدحم الخلق على نعشه ، وحمله الفقهاء على الرءوس ، وكان يوما مشهودا ، ودفن بمقابر الصوفية .

                                                                                      رأيت سماعه لجميع " سنن الدارقطني " من الصفار في سنة ثمان وتسعين . وفيها سمع من قاضي القضاة المغيثي " موطأ أبي مصعب " ورأيت خط منصور الفراوي وخط المؤيد الطوسي له بسماعه منهما ل " صحيح مسلم " سنة 603 ، وعظماه وفخماه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية