الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن رجلا كانت عنده خمس من الإبل فلما كان قبل الحلول بيوم هلكت منهن واحدة ، ثم نتجت منهن واحدة من يومها فحال الحول وهي خمس من الإبل بالتي نتجت ؟ فقال : فيها شاة .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا قول مالك ؟ فقال : نعم . قال : وقال مالك : إذا كانت الإبل لرجل ببعض البلدان وهي شنق ، قال : فقلنا لمالك : ما الشنق ؟ فقال : هي الإبل التي لم تبلغ فريضة الإبل مثل الخمسة والعشرة والخمسة عشر والعشرين ، قال : فيأتيه الساعي فيجد عنده ضأنا ومعزا أو يجد عنده ضأنا ولا يجد عنده معزا ، أو يجد عنده معزا ولا يجد عنده ضأنا ؟ فقال : ينظر المصدق في ذلك فإن كان أهل تلك البلدة إنما أموالهم الضأن وهي جل أغنامهم وما يكسبون كانت عليهم الضأن فيما وجب في الإبل يأتون بها ، وإن لم يجد صاحب الإبل إلا معزا فعليه أن يأتي بالضأن ، قال : وإذا كانت ، أموالهم المعزى ووجد المصدق عند صاحب الإبل ضأنا ، لم يكن له على صاحب الضأن إلا المعزى ولم يكن للمصدق أن يأخذ من الضأن إلا أن يرضى بذلك صاحب الضأن فيعطيه الضأن ، وإنما عليه أن يأتي بالمعزى ، قال : وإذا بلغت الفريضة أن تؤخذ من الإبل فقد خرجت من أن تكون شنقا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية