الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3580 3791 - حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان قال: حدثني عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل، عن أبي حميد، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: " إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث، ثم بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير". فلحقنا سعد بن عبادة فقال: أبا أسيد، ألم تر أن نبي الله- صلى الله عليه وسلم- خير الأنصار فجعلنا أخيرا؟ فأدرك سعد النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، خير دور الأنصار فجعلنا آخرا. فقال: "أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار؟!". [انظر: 1481- مسلم: 1392- فتح: 7 \ 115]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث غندر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي أسيد- رضي الله عنه- قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن خزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 389 ] خير". فقال سعد: ما أرى النبي- صلى الله عليه وسلم- إلا قد فضل علينا. فقيل: قد فضلكم على كثير.
                                                                                                                                                                                                                              وقال عبد الصمد ثنا شعبة ثنا قتادة سمعت أنسا- رضي الله عنه- قال: قال أبو أسيد: عن النبي- صلى الله عليه وسلم- بهذا وقال سعد بن عبادة: وحديث أبي أسيد أنه سمع النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "خير الأنصار-أو قال: خير دور الأنصار" فذكره بالواو دون ثم، إلى قوله: "وبنو ساعدة". وحديث أبي حميد، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث، ثم بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير". فلحقنا سعد بن عبادة فقال: أبا أسيد، ألم تر أن نبي الله- صلى الله عليه وسلم- خير الأنصار فجعلنا أخيرا؟ فأدرك سعد النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، خير دور الأنصار فجعلنا آخرا. فقال: "أوليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار؟! ".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              وبنو النجار رهط سعد بن معاذ وأبي أيوب، وبنو عبد الأشهل

                                                                                                                                                                                                                              قوم أسيد بن الحضير، ويقال: إنه- صلى الله عليه وسلم-أول ما قدم المدينة نزل عند بني عبد الأشهل، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، وقيل: إنما نزل في بني عمرو بن عوف، ثم أتى المدينة، كذا ذكره الداودي، وقال الشيخ أبو محمد: نزل في حرة بني عمرو بن عوف على سعد بن خيثمة، ويقال: على كلثوم بن الهدم، قال: ولم يختلفوا أنه نزل بالمدينة على

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 390 ] أبي أيوب.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "خير دور الأنصار" يعني: قبائلهم والدار: القبيلة قاله ابن فارس، واحتج بهذا الحديث، قال الداودي: هو مجاز.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: تفضيل الرجل على غيره، ولا يعد ذلك غيبة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية