الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : استدلت المعتزلة بقوله : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) على أن الإيمان اسم لفعل الطاعات ، فإنه تعالى أراد بالإيمان هاهنا الصلاة ( والجواب ) لا نسلم أن المراد من الإيمان هاهنا الصلاة ، بل المراد منه التصديق والإقرار ، فكأنه تعالى قال : أنه لا يضيع تصديقكم بوجوب تلك الصلاة ، سلمنا أن المراد من الإيمان هاهنا الصلاة ، ولكن الصلاة أعظم الإيمان وأشرف نتائجه وفوائده ، فجاز إطلاق اسم الإيمان على الصلاة على سبيل الاستعارة من هذه الجهة .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة : قوله : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) أي : لا يضيع ثواب إيمانكم لأن الإيمان قد [ ص: 99 ] انقضى وفني ، وما كان كذلك استحال حفظه وإضاعته ، إلا أن استحقاق الثواب قائم بعد انقضائه فصح حفظه وإضاعته ، وهو كقوله تعالى : ( أني لا أضيع عمل عامل منكم ) [ آل عمران : 195 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية