الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3115 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا قيس بن الربيع عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر قال أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت إن في البيت تمرا أطيب منه فدخلت معي في البيت فأهويت إليها فتقبلتها فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له قال استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا فلم أصبر فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا فلم أصبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة حتى ظن أنه من أهل النار قال وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحى الله إليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إلى قوله ذكرى للذاكرين قال أبو اليسر فأتيته فقرأها علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصحابه يا رسول الله ألهذا خاصة أم للناس عامة قال بل للناس عامة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره وأبو اليسر هو كعب بن عمرو قال وروى شريك عن عثمان بن عبد الله هذا الحديث مثل رواية قيس بن الربيع قال وفي الباب عن أبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( تبتاع تمرا ) أي تشتري ( فأهويت إليها ) أي ملت إليها " أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا " قال الجزري في النهاية : يقال خلفت الرجل في أهله : إذا أقمت بعده فيهم وقمت عنه بما يفعله ، والهمزة فيه للاستفهام . انتهى .

                                                                                                          وفي رواية : أنه أتته امرأة وزوجها قد بعثه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعث إلخ " حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة " لأن الإسلام يهدم ما قبله " وأطرق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .

                                                                                                          [ ص: 428 ] قال في النهاية الإطراق أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكنا طويلا أي إطراقا طويلا أو زمانا طويلا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه النسائي والبزار كما في الفتح .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي أمامة ووائلة بن الأسقع وأنس بن مالك ) أما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد ومسلم وغيرهما ، وأما حديث وائلة بن الأسقع فلينظر من أخرجه ، وأما حديث أنس بن مالك فأخرجه الشيخان .

                                                                                                          قوله : ( وأبو اليسر ) بفتح التحتية والسين المهملة اسمه كعب بن عمرو بن عباد السلمي بالفتح ، الأنصاري صحابي بدري جليل .




                                                                                                          الخدمات العلمية