الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3501 حدثنا محمد بن عبد الله الأرزي وإبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبي المعنى قالا حدثنا عبد الوهاب قال محمد عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبتاع وفي عقدته ضعف فأتى أهله نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله احجر على فلان فإنه يبتاع وفي عقدته ضعف فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن البيع فقال يا نبي الله إني لا أصبر عن البيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن كنت غير تارك البيع فقل هاء وهاء ولا خلابة قال أبو ثور عن سعيد

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( الأرزي ) : هكذا في نسخة صحيحة . قال الإمام الحافظ أبو علي الغساني في تقييد المهمل : الأرزي بهمزة مضمومة وراء مهملة مضمومة وبعدها زاي مشددة هو محمد بن عبد الله الأرزي ، وبعضهم يقول الرزي بحذف الهمزة لأنه يقال أرز ورز ، من شيوخ مسلم ، حدث عنه في غير موضع من كتابه تفرد به أي ما روى عنه البخاري ، وقد حدث عنه أبو داود السجستاني ، سمع عبد الوهاب بن عطاء وخالد بن الحارث انتهى . [ ص: 314 ] وفي التقريب : محمد بن عبد الله الرزي براء مضمومة ثم زاي ثقيلة أبو جعفر البغدادي ، ثقة يهم انتهى .

                                                                      وقال السيوطي في لب اللباب : هو منسوب إلى الأرز طبخا أو بيعا انتهى . وفي الخلاصة : محمد بن عبد الله الأرزي بفتح الهمزة وإسكان المهملة قبل الزاي ، وهو الرزي بضم المهملة وكسر الزاي أبو جعفر البصري نزيل بغداد . انتهى . والله أعلم ( وفي عقدته ضعف ) : وقع تفسيره في بعض الروايات بلفظ : يعني في عقله ضعف .

                                                                      وقال في المجمع : أي في رأيه ونظره في مصالح نفسه انتهى .

                                                                      وفي التلخيص : العقدة الرأي ، وقيل هي العقدة في اللسان لما في بعض الروايات من أنه أصابته مأمومة فكسرت لسانه حتى كان يقول : لا خذابة بالذال مكان اللام .

                                                                      وفي رواية لمسلم أنه كان يقول : لا خنابة بالنون . والله تعالى أعلم ( احجر على فلان ) : أي امنعه عن التصرف ( فقل هاء وهاء ) : بالمد وفتح الهمزة ، وقيل بالكسر ، وقيل بالسكون .

                                                                      قال في المجمع : هو أن يقول كل من البيعين : ها . فيعطيه ما في يده كحديث " إلا يدا بيد " وقيل معناه : هاك وهات أي خذ وأعط ( ولا خلابة ) : قال في النيل : اختلف العلماء في هذا الشرط هل كان خاصا بهذا الرجل أم يدخل فيه جميع من شرط هذا الشرط ، فعند أحمد ومالك في رواية عنه أنه يثبت الرد لكل من شرط هذا الشرط ، ويثبتون الرد بالغبن لمن لم يعرف قيمة السلع ، وأجيب بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما جعل لهذا الرجل الخيار للضعف الذي كان في عقله كما في حديث أنس ، فلا يلحق به إلا من كان مثله في ذلك بشرط أن يقول هذه المقالة ، ولهذا روي أنه كان إذا غبن يشهد رجل من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعله بالخيار ثلاثا فيرجع في ذلك ، وبهذا يتبين أنه لا يصح الاستدلال بمثل هذه القصة على ثبوت الخيار [ ص: 315 ] لكل مغبون وإن كان صحيح العقل ، ولا على ثبوت الخيار لمن كان ضعيف العقل إذا غبن ، ولم يقل هذه المقالة ، وهذا مذهب الجمهور وهو الحق انتهى ملخصا ( قال أبو ثور عن سعيد ) : أي مكان قوله : أخبرنا سعيد .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، وقال الترمذي : صحيح غريب .




                                                                      الخدمات العلمية