الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون

                                                                                                                                                                                                "البيات" : يكون بمعنى البيتوتة ، يقال : بات بياتا ; ومنه قوله تعالى : فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون [الأعراف : 4] ، وقد يكون بمعنى التبييت ، كالسلام بمعنى التسليم ، يقال : بيته العدو بياتا ، فيجوز أن يراد : أن يأتيهم بأسنا بائتين ، أو وقت بيات ، أو مبيتا ، أو مبيتين ، أو يكون بمعنى تبييتا ، كأنه قيل : أن يبيتهم بأسنا بياتا ، و "ضحى" : نصب على الظرف ، يقال : أتانا ضحى ، وضحيا ، وضحاء ، والضحى - في الأصل - : اسم لضوء الشمس إذا أشرقت ، وارتفعت ، والفاء والواو في "أفأمن" ، و "أوأمن" : حرفا عطف دخلت عليهما همزة الإنكار .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : ما المعطوف عليه؟ ولم عطفت الأولى بالفاء والثانية بالواو؟

                                                                                                                                                                                                قلت : المعطوف عليه قوله : فأخذناهم بغتة ، وقوله : ولو أن أهل القرى إلى يكسبون وقع اعتراضا بين المعطوف والمعطوف عليه ، وإنما عطف بالفاء ; لأن المعنى : فعلوا ، وصنعوا ، فأخذناهم بغتة ، أبعد ذلك من أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا ، وأمنوا أن يأتيهم بأسنا ضحى؟

                                                                                                                                                                                                وقرئ : "أو أمن" على العطف بـ “ أو" وهم يلعبون : يشتغلون بما لا يجدي عليهم كأنهم يلعبون .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية