الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3162 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال سمعت خباب بن الأرت يقول جئت العاص بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا حتى تموت ثم تبعث قال وإني لميت ثم مبعوث فقلت نعم فقال إن لي هناك مالا وولدا فأقضيك فنزلت أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا الآية حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش نحوه قال هذا حديث حسن صحيح [ ص: 484 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 484 ] قوله : ( أخبرنا سفيان ) هو الثوري ( عن أبي الضحى ) هو مسلم بن صبيح . قوله : ( جئت العاص ) بفتح الصاد وكسرها أجوفا وناقصا قاله الكرماني ( بن وائل السهمي ) هو والد عمرو بن العاص الصحابي المشهور : وكان له قدر في الجاهلية ولم يوفق للإسلام ( أتقاضاه حقا لي عنده ) .

                                                                                                          وفي رواية للبخاري قال : كنت قينا بمكة فعملت للعاص بن وائل سيفا فجئت أتقاضاه وفي رواية لأحمد : فاجتمعت لي عند العاص بن وائل دراهم ( فقلت لا ) أي لا أكفر ( حتى تموت ثم تبعث ) مفهومه أنه يكفر حينئذ لكنه لم يرد ذلك لأن الكفر حينئذ لا يتصور ، فكأنه قال لا أكفر أبدا ، والنكتة في تعبيره بالبعث تعبير العاص بأنه لا يؤمن به أفرأيت لما كان مشاهدة الأشياء ورؤيتها طريقا إلى الإحاطة بها علما وإلى صحة الخبر عنها استعملوا رأيت في معنى أخبر والفاء جاءت لإفادة معناها الذي هو التعقيب كأنه قال : أخبر أيضا بقصة هذا الكافر ، واذكر حديثه عقيب حديث أولئك والفاء بعد همزة الاستفهام عاطفة على مقدر ، أي أنظرت فرأيت الذي كفر يعني العاص بن وائل بآياتنا أي بالقرآن وقال لأوتين أي لأعطين مالا وولدا يعني في الجنة بعد البعث ، وبعده : أطلع الغيب أي أعلمه ، وأنى يؤتى ما قاله ، واستغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل فحذفت أم اتخذ عند الرحمن عهدا بأن يؤتى ما قاله " كلا " أي لا يؤتى ذلك سنكتب فأمر بكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا أي نزيده بذلك عذابا فوق عذاب كفره .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية