الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ كيفية تركيب الحد ] وأما كيفية تركيبه فمن شيئين ، وهما مادته وصورته . والمراد بهما جنسه وفصله ، وأما جنسه : فيقوم مقام مادته ذلك المعين ، وأما فصله : فيقوم مقام صورته ذلك المعين . كذا اقتصر الغزالي ومن [ ص: 143 ] تبعه كالآمدي ، وابن الحاجب على ذكر المادة والصورة ، ولم يتعرضا للفاعلية والغائية ، ولا شك أن الحد إنما وضع ليبين صورة الشيء ، إذ الصورة إنما هي كمال وجود الشيء ، وهي أشرف ما به قوامه ، فلهذا وجب أن توجد أجزاء الحد من جهة الصورة لا من جهة غيرها ، ولا شك أنه إذا أوجد الحد بجنسه وفصله صور الشيء بصورته التي هي أكمل من مادته ، وأردنا كمال الحد بذكر باقي أسباب وجوده ، فلا بأس أن تذكر في الحد على جهة التبع ، فيكون الحد حينئذ كاملا قد كملت فيه جميع أسباب الشيء الداخلة في ذاته ، وهما مادته وصورته ، والخارجة عن ذاته وهما فاعله وغايته . وكذا قال العبدري في " شرح المستصفى " . قال : وترتيبه فيها على ترتيبها في السببية ، فتؤخذ الصورة أولا التي هي أقوى سببي الشيء الداخلين في ذاته ، ثم تتبع بالمادة ، ثم بالخارجين عن ذاته . فيكون هذا الحد أكمل الحدود ، ولو اقتصرنا على صورته لكفى لكن هذا أكمل . انتهى .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية