الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            وأما السؤال الرابع : وهو أنه هل ينطبق على مجاز الزيادة والنقصان تعريف المجاز إلى آخره ؟

            فجوابه : أنا نقول أولا : اختلف في الزيادة والحذف هل هما من قبيل المجاز ؟ فذهب ذاهبون إلى أنهما ليسا من قبيل المجاز وعلى هذا لا إيراد ، وذهب آخرون إلى أنهما من قبيل المجاز ، وأورد عليه أن تعريف المجاز لا يصدق عليهما ، وفصل آخرون منهم صاحب الإيضاح البياني فقال : إن كان الحذف والزيادة يوجبان تغيير الإعراب فمجاز وإلا فلا ، وقال القرافي : الحذف أربعة أقسام ليس منها مجازا إلا قسم واحد وهو ما يتوقف عليه صحة اللفظ ، ومعناه من حيث الإسناد نحو : ( واسأل القرية ) إذ لا يصح إسناد السؤال إليها وبقية الأقسام ليست من أنواع المجاز ، وقال صاحب المعيار : إنما يكون الحذف مجازا إذا تغير حكمه ، فإن لم يتغير كحذف خبر المبتدأ المعطوف على جملة فلا .

            فأنت ترى هذه الأقوال كالمتضافرة على عدم انطباق تعريف المجاز عليه ، مع أننا لو شئنا لتمحلنا وجها لانطباقه عليه مطلقا ، لكن الذي نختاره في هذا ما ذهب إليه القرافي وصاحب الإيضاح وانطباق المجاز على ما ذكراه واضح .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية