الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا ؛ يقال : " نقمت على الرجل؛ أنقم " ؛ و " نقمت عليه؛ أنقم " ؛ والأجود : " نقمت؛ أنقم " ؛ وكذلك الأكثر في القراءة : وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ؛ وأنشد بيت ابن قيس الرقيات :


                                                                                                                                                                                                                                        ما نقموا من أمية إلا ... أنهم يحلمون إن غضبوا



                                                                                                                                                                                                                                        بالفتح؛ والكسر : " نقموا " ؛ و " نقموا " ؛ ومعنى " نقمت " : بالغت في كراهة الشيء؛ وقوله : وأن أكثركم فاسقون ؛ المعنى : هل تكرهون منا إلا إيماننا وفسقكم؛ أي : إنما كرهتم إيماننا؛ [ ص: 187 ] وأنتم تعلمون أنا على حق؛ لأنكم فسقتم؛ بأن أقمتم على دينكم؛ لمحبتكم الرياسة؛ وكسبكم بها الأموال؛ فإن قال قائل : وكيف يعلم عالم أن دينا من الأديان حق فيؤثر الباطل على الحق؟ فالجواب في هذا أن أكثر ما نشاهده كذلك؛ من ذلك أن الإنسان يعلم أن القتل يورد النار؛ فيقتل؛ إما إيثارا لشفاء غيظه؛ أو لأخذ مال؛ ومنها أن إبليس قد علم أن الله يدخله النار بمعصيته؛ فآثر هواه على قربه من الله؛ وعمل على دخول النار؛ وهذا باب بين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية