الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وسألنا مالكا عن الرجل يرث الغنم ويبتاعها فتقيم عنده حولا ثم يبيعها ؟ فقال قال لي مالك : إن كان ورثها أو اشتراها لقنية ولم يشترها للتجارة ، فلا شيء عليه في ثمنها حتى يحول عليها الحول من يوم قبض ثمنها إذا كان المصدق لم يأته وقد حال عليها الحول فباعها ، فلا زكاة عليه فيها ولا في ثمنها حتى يحول على ثمنها الحول .

                                                                                                                                                                                      قال : ولا أرى عليه للشاة التي كانت وجبت عليه في زكاتها إلا أن يكون باعها فرارا من الساعي ، فإن كان باعها فرارا من الساعي فعليه الشاة التي كانت وجبت عليه ، وهو أحسن من القول الذي روي عنه وأوضح .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : ثم قال لي مالك بعد ذلك غير مرة : أرى عليه في ثمنها زكاة إن كان باعها بعدما حال عليها الحول كأن اشتراها لقنية أو ورثها ، قال : ومعنى القنية السائمة فأرى في ثمنها الزكاة يوم باعها مكانه ولا ينتظر أن يحول الحول على ثمنها ، قال فقلت له : فإن باعها بعد ستة أشهر من يوم ورثها أو ابتاعها ؟ فقال : أرى أن يحتسب بما مضى من الشهور ثم يزكي الثمن ، قال : فرددتها عليه عاما بعد عام فثبت على قوله هذا ولم يختلف فيه ، وهذا قوله الذي فارقته عليه آخر ما فارقته عليه وهو أحب قوله إلي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية