الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب إعادة الصلاة مع الإمام

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن زيد بن أسلم عن رجل من بني الديل يقال له بسر بن محجن عن أبيه محجن أنه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع ومحجن في مجلسه لم يصل معه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تصلي مع الناس ألست برجل مسلم فقال بلى يا رسول الله ولكني قد صليت في أهلي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          3 - باب إعادة الصلاة مع الإمام

                                                                                                          298 295 - ( مالك عن زيد بن أسلم ) العدوي مولاهم المدني ( عن رجل من بني الديل ) بكسر الدال وسكون الياء عند الكسائي وأبي عبيد ومحمد بن حبيب وغيرهم ، وقال الأصمعي وسيبويه والأخفش وأبو حاتم وغيرهم : الدئل بضم الدال وكسر الهمزة وهو ابن بكر بن عبد مناف بن كنانة ( يقال له بسر ) بضم الموحدة وسكون المهملة في رواية الجمهور عن مالك ، وأكثر الرواة عن زيد بن أسلم ، وللثوري عن زيد بكسر الموحدة ومعجمة ، قال أبو نعيم : والصواب ما قال مالك ( ابن محجن ) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الجيم ونون تابعي صدوق ( عن أبيه محجن ) بن أبي محجن الديلي صحابي قليل الحديث ، قال أبو عمر : معدود في أهل المدينة ، روى عنه ابنه بسر ، ويقال إنه كان في سرية زيد بن حارثة إلى حسمى في جمادى الأولى سنة ست وبذلك جزم ابن الحذاء في رجال الموطأ ( أنه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع ومحجن في مجلسه لم يصل معه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منعك أن تصلي مع الناس ؟ ) الذين صلوا معي ( ألست برجل مسلم ؟ ) قال الباجي : يحتمل الاستفهام ويحتمل التوبيخ وهو الأظهر ، ولا يقتضي أن من لم يصل مع الناس ليس بمسلم إذ هذا لا يقوله أحد ، وإنما هذا [ ص: 474 ] كما تقول للقرشي مالك لا تكون كريما ألست بقرشي ؟ لا تريد نفيه من قريش إنما توبخه على ترك أخلاقهم ( قال : بلى يا رسول الله ولكني قد صليت في أهلي ) ولعله كان سمع : " لا صلاتين في يوم " ، ولم يعلم بالإعادة لفضل الجماعة ( فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت ) فيه أن من قال صليت يوكل إلى قوله لقبوله صلى الله عليه وسلم منه قوله صليت ، قاله ابن عبد البر ، وهذا الحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن خزيمة والحاكم كلهم من رواية مالك عن زيد به ، وأخرج الطبراني عن عبد الله بن سرجس مرفوعا : " إذا صلى أحدكم في بيته ثم دخل المسجد والقوم يصلون فليصل معهم وتكون له نافلة " .




                                                                                                          الخدمات العلمية