الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله : ( الحق من ربك ) ففيه مسألتان :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : يحتمل أن يكون ( الحق ) خبر مبتدأ محذوف ، أي هو الحق ، وقوله : ( من ربك ) يجوز أن يكون خبرا بغير خبر ، وأن يكون حالا ، ويجوز أيضا أن يكون مبتدأ خبره : ( من ربك ) وقرأ علي - رضي الله عنه -: ( الحق من ربك ) على الإبدال من الأول ، أي يكتمون الحق من ربك .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : الألف واللام في قوله : ( الحق ) فيه وجهان : الأول : أن يكون للعهد ، والإشارة إلى الحق الذي عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو إلى الحق الذي في قوله : ( ليكتمون الحق ) أي : هذا الذي يكتمونه هو الحق من ربك ، وأن يكون للجنس على معنى : (الحق من الله تعالى لا من غيره) يعني إن الحق ما ثبت أنه من الله تعالى كالذي أنت عليه ، وما لم يثبت أنه من الله كالذي عليه أهل الكتاب فهو الباطل .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية