الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
52 - باب فرش حروف سورة النور


1 - وحق وفرضنا ثقيلا ورأفة يحركه المكي وأربع أولا      2 - صحاب وغير الحفص خامسة الأخي
ر أن غضب التخفيف والكسر أدخلا      3 - ويرفع بعد الجر يشهد شائع
وغير أولي بالنصب صاحبه كلا



قرأ ابن كثير وأبو عمرو: وفرضناها بتثقيل الراء، وقرأ غيرهم بتخفيفها، وقرأ ابن كثير: ولا تأخذكم بهما رأفة بتحريك همز " رأفة " بالفتح فتكون قراءة غيره بسكون الهمز، وقرأ حفص وحمزة والكسائي: فشهادة أحدهم أربع شهادات وهو الموضع الأول برفع العين كما لفظ به، فتكون قراءة غيرهم بنصب العين، واحترز بالموضع الأول عن الثاني وهو: أن تشهد أربع شهادات فلا خلاف بين القراء في نصب عينه، وقرأ غير حفص: والخامسة أن غضب الله عليها وهو الموضع الأخير برفع التاء كما لفظ به، فتكون قراءة حفص بنصب التاء، واتفقوا على رفع والخامسة في الموضع الأول، وقرأ نافع: أن غضب الله عليها بتخفيف نون (أن) وإسكانها وكسر ضاد (غضب) ورفع جر الهاء من لفظ الجلالة، وقرأ غيره بتشديد نون (أن) وفتحها وفتح ضاد (غضب) وجر الهاء من لفظ الجلالة، وقرأ حمزة والكسائي: (يوم يشهد عليهم) بياء التذكير كلفظه، وقرأ غيرهما بتاء التأنيث. وقرأ شعبة وابن عامر: غير أولي الإربة [ ص: 329 ] بنصب راء (غير) وقرأ غيرهما بجرها.


4 - ودري اكسر ضمه حجة رضا     وفي مده والهمز صحبته حلا
5 - يسبح فتح البا كذا صف ويوقد ال     مؤنث صف شرعا وحق تفعلا



قرأ أبو عمرو والكسائي: كوكب دري ، بكسر ضم الدال، فتكون قراءة غيرهما بضمها، وقرأ شعبة وحمزة والكسائي وأبو عمرو بهمزة في موضع الياء الثانية في لفظ دري ، وقرأ الباقون بالياء مع إدغام الياء قبلها فيها، فيتحصل: أن شعبة وحمزة يقرءان بضم الدال وبالهمز، وأن أبا عمرو والكسائي يقرءان بكسر الدال وبالهمز، وأن الباقين يقرءون بضم الدال وبالياء، وقرأ ابن عامر وشعبة يسبح له فيها بفتح الباء الموحدة، وقرأ غيرهما بكسرها، وقدم الناظم يسبح على يوقد لضرورة النظم، وقرأ شعبة وحمزة والكسائي: (يوقد من شجرة) بتاء التأنيث، وقرأ غيرهم بياء التذكير، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (توقد) بتاء مثناة فوقية مفتوحة مع فتح الواو والقاف وتشديدها.


6 - وما نون البزي سحاب ورفعهم     لدى ظلمات جر دار وأوصلا



قرأ البزي بحذف تنوين لفظ " سحاب " وقرأ ابن كثير بجر رفع التاء في " ظلمات " الذي وقع عقب " سحاب " فتكون قراءة البزي بحذف تنوين " سحاب " وجر التاء على إضافة " سحاب " لـ " ظلمات " ، وقراءة قنبل بتنوين " سحاب " وجر " ظلمات " ، وقراءة الباقين بتنوين " سحاب " ورفع التاء في " ظلمات " ولا خلاف بين القراء في قراءة أو كظلمات بخفض التاء.


7 - كما استخلف اضممه مع الكسر صادقا     وفي يبدلن الخف صاحبه دلا



قرأ شعبة: كما استخلف بضم التاء وكسر اللام، وقرأ غيره بفتحهما، وقرأ شعبة وابن كثير: وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا بتخفيف الدال في وليبدلنهم ومن ضرورته سكون الباء، وقرأ غيرهما بتشديد الدال ويلزمه فتح الباء.


8 - وثاني ثلاث ارفع سوى صحبة وقف     ولا وقف قبل النصب إن قلت أبدلا



[ ص: 330 ] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص بنصب ثاء " ثلاث " في الموضع الثاني منه وهو: ثلاث عورات لكم وقرأ شعبة وحمزة والكسائي بنصب الثاء، فعلى قراءة الرفع يجوز الوقف على ما قبل ثلاث أي: على صلاة العشاء ووجهه أن ثلاث عورات خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير: هذه أوقات ثلاث عورات لكم، وأما على قراءة النصب: فإن قلنا: إن ثلاث عورات بدل من ثلاث مرات ، فلا وقف على صلاة العشاء إذ لا يفصل البدل عن المبدل منه، وإن قلنا: إن ثلاث عورات منصوب على أنه مفعول لفعل محذوف، والتقدير: اتقوا ثلاث عورات لكم، فيجوز الوقف حينئذ على صلاة العشاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية