الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                6226 ( أخبرنا ) أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا الحسين بن منصور ومحمد بن رافع قالا : ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلت على عائشة - رضي الله عنها - وهي تصلي ، فقلت : ما شأن الناس يصلون ؟ فأشارت برأسها إلى السماء ، فقلت : آية ؟ فقالت : نعم ، فأطال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القيام جدا ، حتى تجلاني الغشي ، فأخذت قربة من ماء إلى جنبي ، فجعلت أصب على رأسي الماء ، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد تجلت الشمس . فخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، ما من شيء توعدونه ، لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا ، حتى الجنة والنار ، وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا ، أو مثل فتنة المسيح الدجال " . لا أدري أي ذلك ، قالت أسماء : يؤتى أحدكم فيقال له : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : هو محمد هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءنا بالبينات ، والهدى فأجبنا ، واتبعنا ثلاث مرات . فيقال له : قد كنا نعلم أنك كنت تؤمن به ، فنم صالحا . وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري أي ذلك ، قالت أسماء : فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلت . قال أبو الفضل : وهذا لفظ حديث الحسين . رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي كريب محمد بن العلاء ، عن عبد الله بن نمير . وأخرجه البخاري من أوجه أخر ، عن هشام .

                                                                                                                                                [ ص: 339 ]

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية