الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أحمد ، والنسائي ، وابن حبان ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر استشار المسلمين، فأشار عليه أبو بكر، ثم استشارهم، فأشار عليه عمر، ثم استشارهم، فقالت الأنصار : يا معشر الأنصار إياكم يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا : إذن، لا نقول له كما قال بنو إسرئيل لموسى : فاذهب أنت [ ص: 250 ] وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد لاتبعناك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وابن مردويه ، عن عتبة بن عبد السلمي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : (ألا تقاتلون؟) قالوا : نعم، ولا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكم مقاتلون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، عن طارق بن شهاب، أن المقداد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر : يا رسول الله، إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكم مقاتلون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري، والحاكم ، وأبو نعيم، والبيهقي في (الدلائل)، عن ابن مسعود قال : لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا [ ص: 251 ] صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، قال : والله يا رسول الله، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) ولكن نقاتل عن يمينك، وعن يسارك، ومن بين يديك، ومن خلفك، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرق لذلك وسر بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم الحديبية حين صد المشركون الهدي، وحيل بينهم وبين مناسكهم : (إني ذاهب بالهدي فناحره عند البيت)، فقال المقداد بن الأسود : أما والله لا نكون كالملإ من بني إسرائيل إذ قالوا لنبيهم : ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) . ولكن نقول : اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكم مقاتلون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية