الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 666 ] 100 - باب

                                يرد المصلي من مر بين يديه

                                ورد ابن عمر في التشهد وفي الكعبة، وقال: إن أبى إلا أن يقاتله قاتله

                                التالي السابق


                                رد ابن عمر في الكعبة قد ذكرناه في "باب السترة بمكة وغيرها".

                                وأما رده في التشهد، فقال أبو نعيم : ثنا فطر بن خليفة ، عن عمرو بن دينار ، قال: مررت بابن عمر بعدما جلس في آخر صلاته حتى أنظر ما يصنع، فارتفع من مكانه فدفع في صدري.

                                قال: وثنا جعفر بن برقان ، عن عمرو بن دينار ، قال: أردت أن أمر بين يدي ابن عمر وهو يصلي، فانتهرني بتسبيحة.

                                قال: وثنا بشير بن مهاجر ، قال: رأيت أنس بن مالك وهو جالس في صلاته لم ينصرف، فجاء رجل يريد أن يمر بينه وبين السارية، فأماطه.

                                وروى ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال: انصرف الإمام من العصر، فقمت أبادر مجلس عبيد بن عمير ، فمررت بين يدي ابن عمر وأنا لا أشعر، فقال: سبحان الله سبحان الله - مرتين - وجثا على ركبتيه، ومد يديه حتى ردني.

                                وأما قول ابن عمر : "إن أبى إلا أن تقاتله فقاتله" فقد خرجه عبد الرزاق في "كتابه" عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال: لا تدع أحدا يمر بين يديك وأنت تصلي، فإن أبى إلا أن تقاتله فقاتله.

                                وقد روي عن ابن عمر مرفوعا من رواية الضحاك بن عثمان ، عن صدقة بن [ ص: 667 ] يسار ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه، فإن أبى فليقاتله; فإن معه القرين".

                                خرجه مسلم .

                                وفي رواية أخرى لابن ماجه : "فإن معه العزى".

                                وروى النضر بن كثير أبو سهل السعدي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إذا كنت تصلي فمر بين يديك أحد، فرده، فإن أبى فرده، فإن أبى فقاتله; فإنه شيطان ".

                                خرجه الدارقطني في "المختلف والمؤتلف".

                                وقال في النضر هذا: فيه نظر.

                                وكذا قال أبو حاتم الرازي : شيخ فيه نظر. وكذا قال البخاري : فيه نظر. وقال في موضع آخر: عنده مناكير.

                                وخرجه الطبراني في "الأوسط" وقال: تفرد به النضر بن كثير .

                                ولفظه: "فإن عاد الرابعة فقاتله".

                                وخرجه البزار وقال: لا نعلم أسند قتادة عن نافع ، عن ابن عمر إلا هذا، ولا رواه عن سعيد إلا النضر وهو بصري مشهور لا بأس به.

                                وزعم ابن حبان أنه يروي الموضوعات عن الثقات. فالله أعلم.




                                الخدمات العلمية