الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ولا يجوز لمن تلزمه الجمعة السفر في يومها بعد الزوال ، ويجوز قبله ، وعنه : لا يجوز . . وعنه : يجوز في الجهاد خاصة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( ولا يجوز لمن تلزمه الجمعة السفر في يومها بعد الزوال ) أي : بعد اللزوم قبل فعلها رواية واحدة ، لتركها بعد الوجوب ، كما لو تركها لتجارة ، بخلاف غيرها ، وهذا بناء على استقرارها بأوله ، فلهذا خرج الجواز مع الكراهة ما لم يحرم بها لعدم الاستقرار ، ويجوز إذا خاف فوت رفقة سفر مباح ، وقيل : مندوب ( ويجوز قبله ) أي : قبل الزوال بعد طلوع الفجر ، اختاره المؤلف ، لما روى الشافعي عن سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر قال : لا تحبس الجمعة عن سفر . وكما لو سافر من الليل ( وعنه لا يجوز ) قدمها في " المحرر " ، و " الرعاية " ، وجزم بها في " الوجيز " لما روى الدارقطني عن ابن عمر أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : من سافر من دار إقامة يوم جمعة دعت عليه الملائكة أن لا يصحب في سفره ، وأن لا يعان على حاجته ولأن هذا وقت يلزم من كان على فرسخ السعي إليها ، فلم يجز لمن في البلد السفر بطريق الأولى ، وبدليل [ ص: 147 ] الاعتداد بالغسل ، وأنه يسن التبكير إليها ، فمنع من السبب إلى تفويتها ، قال أحمد : من سافر يوم جمعة قل من يفعله إلا رأى ما يكره . وعليها له السفر إن أتى بها في طريقه ، وإلا كره رواية واحدة ( وعنه : يجوز للجهاد خاصة ) وأنه أفضل ، نقلها أبو طالب ; لأنه ـ عليه السلام ـ جهز جيش مؤتة يوم الجمعة ، وروى أحمد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جهز زيد بن حارثة ، وعليا ، وعبد الله بن رواحة ، فتخلف عبد الله بن رواحة لصلاة الجمعة ، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ، فراح منطلقا وذكر القاضي أن الروايات : إن دخل وقتها ، وإلا جاز ، وعلى المنع له السفر إن أتى بها في قرية بطريقه ، وإلا كره رواية واحدة ، وظاهر كلام جماعة لا يكره .




                                                                                                                          الخدمات العلمية