الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا

                                                                                                                                                                                                                                      إن يشأ يذهبكم أيها الناس أي: يفنكم ويستأصلكم بالمرة. ويأت بآخرين أي: ويوجد دفعة مكانكم قوما آخرين من البشر أو خلقا آخرين مكان الإنس، ومفعول المشيئة محذوف لكونه مضمون الجزاء، أي: إن يشأ إفناءكم وإيجاد آخرين يذهبكم إلخ يعني: أن إبقاءكم على ما أنتم عليه من العصيان إنما هو لكمال غناه عن طاعتكم ولعدم تعلق مشيئته المبنية على الحكم البالغة بإفنائكم لا لعجزه سبحانه تعالى عن ذلك علوا كبيرا. وكان الله على ذلك أي: على إفنائكم بالمرة وإيجاد آخرين دفعة مكانكم. قديرا بليغ القدرة وفيه لا سيما في توسيط الخطاب بين الجزاء وما عطف عليه من تشديد التهديد ما لا يخفى. وقيل: هو خطاب لمن عادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب أي: إن يشأ يمتكم ويأت بأناس آخرين يوالونه فمعناه: هو معنى قوله تعالى: وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ويروى أنها لما نزلت ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على ظهر سلمان وقال: "إنهم قوم هذا يريد أبناء فارس".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية