الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                6276 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ، ثنا هارون بن سعيد الأيلي ، حدثني خالد بن نزار ، ثنا القاسم بن مبرور ، عن يونس بن يزيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : شكى الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحوط المطر ، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ، ووعد الناس يوما يخرجون فيه . قالت عائشة : فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بدا حاجب الشمس ، فقعد على المنبر ، فكبر وحمد الله ، ثم قال : " إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستيخار المطر عن إبان زمانه عنكم ، وقد أمركم الله - عز وجل - أن تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، ملك يوم الدين ، لا إله إلا الله يفعل ما يريد . اللهم ، أنت الله لا إله إلا أنت الغني ، ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين " . ثم رفع يديه ، فلم يترك في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره ، وقلب أو حول رداءه ، وهو رافع يده ، ثم أقبل على الناس ، ونزل فصلى ركعتين ، وأنشأ الله - تعالى - سحابا فرعدت وبرقت ، ثم أمطرت بإذن الله - تعالى - . فلم يأت مسجده حتى سالت السيول ، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ، ضحك حتى بدت نواجذه ، وقال : " أشهد أن الله على كل شيء قدير ، وأني عبده ورسوله . أخرجه أبو داود في كتاب السنن ، عن هارون .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية