الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                تفريع : قال اللخمي : فإن ترك ولدين واختلفا ، وكان موروثهما المشتري خير البائع بين إمضاء قبول نصف الرد ، ويمضي لمن تمسك ، أو يقول لمن قيل : إما أن تأخذ الجميع أو تترك ، أو يقيل نصف من رد ، ويرد نصيب من قبل نفيا لتفريق الصفقة . قال أشهب هذا القياس ، والاستحسان : أن لمن قبل أخذ نصيب من رد أكره البائع للتبعيض ; لأنه يقول أنا أرفع عنك ضرر التفريق ، وإن كان الموروث البائع كان يختار الرد على نصيبه ، ويخير المشتري في قبول نصيب من أمضى ، وليس للوارث إذا أراد أخذ نصيب مخير ، ولا والمشتري أخذ نصيب الراد ، والقياس والاستحسان : التسوية بين البائع والمشتري ، فإن كان الوارث مولى عليه نظر وصيه ، فإن كانا وصيين ، واختلف نظر السلطان في أخذ الجميع أو رده ، فإن كان وصيا وكبيرا ، واختلفا ورد الوصي ارتد نصيبه ، ومقال البائع مع الكبير ، فإن أخذ الوصي كان مقال البائع مع الوصي كما تقدم في الكبير والوصيان مع الكبير كالكبيرين ، فإن اختلف الوصيان نظر السلطان فرد الجميع ، أو يأخذ نصيب الصغير ، ويكون المقال بيد البالغ والوصيين ، وكذلك إذا مات البائع ، وخلف صغارا وكبارا فإن كان الميت مديانا ، واتفق الغرماء والورثة فما اتفقوا عليه فإن اختلفوا أو فيه فضل كان للغرماء الأخذ ، وإن لم يكن فضل سقط مقالهم ، والمقال للورثة : وهذه الفروع كلها في الكتاب ، قال ابن يونس : الفرق عند ابن القاسم بين الإغماء فلا ينتظر السلطان ، وبين الغيبة فينتظر أن الغالب قرب زوال الإغماء يطول كالصبا والجنون ، قال ابن القاسم : إذا طبق المجنون نظر السلطان .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية