الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3839 4066 - حدثنا عبدان، أخبرنا أبو حمزة، عن عثمان بن موهب قال: جاء رجل حج البيت، فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القعود؟ قالوا: هؤلاء قريش. قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر. فأتاه فقال: إني سائلك عن شيء؟ أتحدثني؟ قال: أنشدك بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال: نعم. قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فكبر. قال ابن عمر: تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه، أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه، وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه". وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه، فبعث عثمان، وكان بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى "هذه يد عثمان". فضرب بها على يده فقال: "هذه لعثمان". اذهب بهذا الآن معك. [انظر:3130 - فتح: 7 \ 363]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              معنى استزلهم :استدعى أن يزلوا ، كما يقال: استعجلته أي: استدعيت أن يعجل.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ببعض ما كسبوا روي أن الشيطان ذكرهم خطاياهم قيل: هو القتل قبل التوبة ، ولم يكرهوا القتل معاندة ولا نفاقا ، فعفاه الله عنهم ، ويوم الجمعان يوم أحد.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: يوم الفرقان يوم التقى الجمعان [الأنفال:41] هو يوم بدر.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 169 ] ثم ساق البخاري حديث أبي حمزة - بالحاء المهملة والزاي وهو محمد بن ميمون المروزي السكري لحلاوة كلامه، أو لحمله له في كمه- عن عثمان بن موهب عن رجل عن ابن عمر في فرار عثمان - رضي الله عنه - يوم أحد، وتغيبه عن بدر، والجواب عن ذلك، وكذا عن غيبته عن بيعة الرضوان.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في ترجمة عثمان بطوله قال الداودي: قوله: (تغيب عن بدر) خطأ، إنما يقال: تغيب لمن تعمد التخلف وأما من تخلف لعذر فلا يقال: تغيب. وفيه نظر فلا مانع من أن يقال: تغيب لعذر، وإنما يمنع أن يقال تغيب لمن غاب ساهيا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية