الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبي زياد العدوي ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر قال :سمعت مالك بن دينار يسأل هشام بن زياد العدوي عن هذا الحديث ؟ فحدثنا به يومئذ ، فقال : تجهز رجل من أهل الشام وهو يريد الحج فأتاه آت في منامه فقال : ائت العراق ثم ائت البصرة ثم ائت بني عدي فائت بها العلاء بن زياد ؛ فإنه رجل أقصم الثنية بسام فبشره بالجنة . قال فقال : رؤيا ليست بشيء ، حتى إذا كانت الليلة الثانية رقد فأتاه آت فقال : ألا تأتي العراق فذكر مثل ذلك ، حتى إذا كانت الليلة الثالثة جاءه بوعيد فقال : ألا تأتي العراق ثم تأتي البصرة ثم تأتي بني عدي فتلقى العلاء بن زياد رجل ربعة أقصم الثنية بسام فبشره بالجنة قال : فأصبح وأخذ جهازه إلى العراق فلما خرج من البيوت إذا الذي أتاه في منامه يسير بين يديه ما سار ، فإذا نزل فقده فلم يزل يراه حتى دخل الكوفة ففقده قال : فتجهز من الكوفة فخرج فرآه يسير بين يديه ما سار حتى قدم البصرة فأتى بني عدي [ ص: 246 ] فدخل دار العلاء بن زياد ، فوقف الرجل على باب العلاء فسلم . قال هشام فخرجت إليه فقال لي : أنت العلاء بن زياد ؟ قلت : لا ، وقلت : انزل رحمك الله فضع رحلك وضع متاعك . فقال : لا ، أين العلاء بن زياد ؟ قلت : هو في المسجد ، قال : وكان العلاء يجلس في المسجد ويدعو بدعوات ويحدث ، قال هشام : فأتيت العلاء فخفف من حديثه وصلى ركعتين ثم جاء فلما رآه العلاء تبسم فبدت ثنيته ، فقال : هذا والله صاحبي ، قال : فقال العلاء : هلا حططت رحل الرجل هلا أنزلته ؟ قال : قد قلت له فأبى . قال : فقال العلاء : انزل رحمك الله , قال فقال الرجل : أخلني ، قال : فدخل العلاء منزله ، وقال : يا أسماء تحولي إلى البيت الآخر ، قال : فتحولت ودخل الرجل وبشره برؤياه ثم خرج فركب ، قال : وقام العلاء فأغلق بابه وبكى ثلاثة أيام - أو قال سبعة أيام - لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا ولا يفتح بابه ، قال هشام : فسمعته يقول في خلال بكائه : أنا أنا ، قال : فكنا نهابه وخشيت أن يموت فأتيت الحسن فذكرت له ذلك وقلت : لا أراه إلا ميتا لا يأكل ولا يشرب باكيا ، قال : فجاء الحسن حتى ضرب عليه بابه ، وقال : افتح يا أخي ، فلما سمع كلام الحسن قام ففتح بابه وبه من الضر شيء الله به عليم ، فكلمه الحسن ، ثم قال : رحمك الله ومن أهل الجنة إن شاء الله أفقاتل نفسك أنت ؟ قال هشام : حدثنا العلاء لي وللحسن بالرؤيا ، وقال : لا تحدثوا بها ما كنت حيا .

              حدثنا أبو مسلم محمد بن معمر وسليمان بن أحمد ، قال : ثنا أبو شعيب الحراني ، قال : ثنا يحيى بن عبد الله ، قال : ثنا الأوزاعي ، قال : ثنا أسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني ، عن العلاء بن زياد : قال : إنكم في زمان أقلكم الذي ذهب عشر دينه ، وسيأتي زمان أقلكم الذي يبقى عليه عشر دينه .

              حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ، قال : ثنا الحسن بن المثنى ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا همام ، قال : ثنا قتادة ، عن العلاء بن زياد . قال : ما يضرك شهدت على مسلم بكفر أو قتلته .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية