الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1455 حدثنا أحمد، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مهل أهل المدينة ذو الحليفة، ومهل أهل الشأم مهيعة، وهي الجحفة، وأهل نجد قرن. قال ابن عمر رضي الله عنهما: زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال -ولم أسمعه-: ومهل أهل اليمن يلملم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "وأهل نجد قرن" وأحمد هو أحمد بن عيسى التستري، قال الجياني: كذا نسبه أبو ذر، وفي هذا الموضع، يعني: صرح به بأنه ابن عيسى.

                                                                                                                                                                                  وقال الكلاباذي: قال لي أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ: أحمد عن ابن وهب في (جامع البخاري) هو ابن أخي ابن وهب.

                                                                                                                                                                                  وقال أبو عبد الله الحاكم: هذا وهم وغلط.

                                                                                                                                                                                  وقال الكلاباذي: قال لي أبو عبد الله ابن منده: كلما قال البخاري في (الجامع: حدثنا أحمد عن ابن وهب، فهو ابن صالح، ولم يخرج هو ابن أخي ابن وهب في (الصحيح) شيئا، وإذا حدث عن أحمد بن عيسى نسبه).

                                                                                                                                                                                  قوله: (ابن وهب) هو عبد الله بن وهب المصري، ويونس هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري.

                                                                                                                                                                                  قوله: (مهل) بضم الميم، أي: موضع إهلال أهل المدينة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (مهيعة) بفتح الميم، وسكون الهاء، وفتح الياء آخر الحروف، وبالعين المهملة.

                                                                                                                                                                                  وقيل: بكسر الهاء، والصحيح المشهور هو الأول، وقد فسرها بقوله: وهو الجحفة، ومهيعة تسمية النبي صلى الله عليه وسلم إياها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وأهل نجد قرن) أي: ومهل أهل نجد قرن المنازل.

                                                                                                                                                                                  قوله: (زعموا) أي: قالوا، والزعم يستعمل بمعنى القول المحقق.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولم أسمعه) جملة معترضة بين قوله: "قال" ومقوله على النسخة التي فيها لفظ "قال" بعد قوله: "ولم أسمعه" وأما على النسخة التي عندنا فهي جملة حالية فافهم.

                                                                                                                                                                                  والفرق بين الجملة المعترضة والجملة الحالية أن الجملة المعترضة لا محل لها من الإعراب، والجملة الحالية محلها النصب على الحال.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية