الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3295 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا الحسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون قال شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبنجم كذا وكذا قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث إسرائيل ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي نحوه ولم يرفعه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا الحسين بن محمد ) بن بهرام التميمي البغدادي ( عن عبد الأعلى ) بن عامر الثعلبي الكوفي ( عن أبي عبد الرحمن ) اسمه عبد الله بن حبيب السلمي . قوله : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون أي تجعلون شكر رزقكم التكذيب موضع الشكر أي وضعتم التكذيب موضع الشكر ، وفي قراءة علي رضي الله عنه وهي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " أي تجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به ، وقيل نزلت في الأنواء ونسبتهم السقيا إليها والرزق المطر ، أي وتجعلون شكر ما يرزقكم الله من الغيث أنكم تكذبون بكونه من الله حيث تنسبونه إلى النجوم . كذا في المدارك ( قال شكركم ) أي شكر ما رزقكم من المطر ( تقولون مطرنا ) بصيغة المجهول ( بنوء كذا وكذا ) بفتح النون وسكون الواو ( وبنجم كذا وكذا ) وذلك أنهم كانوا إذا مطروا يقولون : مطرنا بنوء كذا ولا يرون ذلك المطر من فضل الله عليهم فقيل لهم : أتجعلون رزقكم أي شكركم بما رزقكم التكذيب ، فمن نسب الإنزال إلى النجم فقد كذب برزق الله تعالى ونعمه وكذب بما جاء به القرآن ، والمعنى أتجعلون بدل الشكر التكذيب . قال النووي في شرح مسلم : قال ابن الصلاح : النوء في أصله ليس هو نفس الكوكب فإنه مصدر ناء النجم ينوء نوءا أي سقط وغاب . وقيل نهض وطلع وبيان ذلك أن ثمانية وعشرين نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها وهي المعروفة بمنازل القمر الثمانية والعشرين يسقط في كل ثلاث عشرة ليلة منها نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته فكان أهل الجاهلية إذا كان عند ذلك مطر ينسبونه إلى الساقط الغارب منهما . وقال الأصمعي إلى الطالع منهما . قال أبو عبيد [ ص: 130 ] ولم أسمع أن النوء السقوط إلا في هذا الموضع . ثم إن النجم نفسه قد يسمى نوء تسمية للفاعل بالمصدر . قال أبو إسحاق الزجاج في بعض أماليه : الساقطة في المغرب هي الأنواء والطالعة في المشرق هي البوارح انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير .




                                                                                                          الخدمات العلمية