الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما سنة الحفر فالسنة فيه اللحد عندنا ، وعند الشافعي الشق ، واحتج أن توارث أهل المدينة الشق دون اللحد ، وتوارثهم حجة ، ولنا قول النبي : صلى الله عليه وسلم { اللحد لنا والشق لغيرنا } وفي رواية { اللحد لنا والشق لأهل الكتاب } وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي اختلف الناس أن يشق له ، أو يلحد ، وكان أبو طلحة الأنصاري لحادا ، وأبو عبيدة بن الجراح شاقا فبعثوا رجلا إلى أبي عبيدة ورجلا إلى أبي طلحة فقال العباس بن عبد المطلب : اللهم خر لنبيك أحب الأمرين إليك فوجد أبا طلحة من كان بعث إليه ، ولم يجد أبا عبيدة من بعث إليه ، والعباس رضي الله عنه كان مستجاب الدعوة ، وأهل المدينة إنما توارثوا الشق ; لضعف أراضيهم بالبقيع ولهذا اختار أهل بخارى الشق دون اللحد ; لتعذر اللحد لرخاوة أراضيهم .

                                                                                                                                وصفة اللحد أن يحفر القبر ، ثم يحفر في جانب القبلة منه حفيرة فيوضع فيه الميت وصفة الشق أن يحفر حفيرة في وسط القبر ، فيوضع فيه الميت ويجعل على اللحد اللبن والقصب لما روي أنه وضع على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم طن من قصب .

                                                                                                                                وروي { أنه صلى الله عليه وسلم رأى فرجة في قبر فأخذ مدورة وناولها الحفار وقال سد : بها تلك الفرجة فإن الله تعالى يحب من كل صانع أن يحكم صنعته } والمدرة قطعة من اللبن وروي عن سعيد بن العاص أنه قال اجعلوا على قبري اللبن والقصب ، كما جعل على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وقبر عمر ; ولأن اللبن والقصب لا بد منهما ليمنعا ما يهال من التراب على القبر من الوصول إلى الميت .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية