الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3316 حدثنا عبد بن حميد حدثنا جعفر بن عون أخبرنا أبو جناب الكلبي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل يسأل الرجعة عند الموت فقال رجل يا ابن عباس اتق الله إنما يسأل الرجعة الكفار قال سأتلو عليك بذلك قرآنا يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت إلى قوله والله خبير بما تعملون قال فما يوجب الزكاة قال إذا بلغ المال مائتي درهم فصاعدا قال فما يوجب الحج قال الزاد والبعير حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن أبي حية عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وقال هكذا روى سفيان بن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن أبي جناب عن الضحاك عن ابن عباس قوله ولم يرفعوه وهذا أصح من رواية عبد الرزاق وأبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية وليس هو بالقوي في الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو جناب الكلبي ) بفتح الجيم وخفة النون وآخره موحدة .

                                                                                                          قوله : ( من كان له مال ) كلمة " من " شرطية والجزاء قوله : يسأل الرجعة ( يبلغه حج بيت ربه ) صفة مال ( أو يجب عليه فيه ) ضمير عليه راجع إلى " من " وضمير " فيه " راجع إلى " مال " ( فلم يفعل ) عطف على قوله : كان له مال أي فلم يحج أو لم يؤد الزكاة ( يسأل ) بالجزم ( الرجعة ) أي يسأل الله أن يرجعه إلى الدنيا ليحج أو ليؤدي زكاة ماله ( اتق الله ) أي فيما تقول ( فإنما يسأل الرجعة الكفار ) أي كما قال الله تعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت الآية ( فقال ) أي ابن عباس ( سأتلو ) أي سأقرأ ( بذلك ) أي بما قلت يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أي لا تشغلكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله أي عن الصلوات الخمس ، والمعنى لا تشغلكم أموالكم ولا أولادكم كما شغلت المنافقين عن ذكر الله ومن يفعل ذلك أي ومن شغله ماله وولده عن ذكر الله فأولئك هم الخاسرون أي في تجارتهم حيث آثروا الفاني على الباقي وأنفقوا مما رزقناكم قال ابن عباس : يريد زكاة الأموال من قبل أن يأتي أحدكم الموت أي دلائل الموت ومقدماته وعلاماته فيسأل الرجعة فيقول رب لولا أخرتني أي هلا أخرتني [ ص: 156 ] وقيل لو أخرت أجلي إلى أجل قريب فأصدق أي فأزكي مالي ، وأصل أصدق أتصدق فأبدلت التاء بالصاد وأدغمت الصاد في الضاد وتمام الآية وأكن بالجزم عطفا على موضع فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن وقرئ : وأكون ، بالنصب عطفا على اللفظ من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا عن الموت إذا جاء أجلها المكتوب في اللوح المحفوظ والله خبير بما تعملون يعني أنه لو رد إلى الدنيا وأجيب إلى ما سأل ما حج وما زكى ( قال ) أي الرجل ( إذا بلغ المال مائتين ) أي من الدراهم .

                                                                                                          قوله : ( وهذا أصح من رواية عبد الرزاق ) أي هذا الحديث الموقوف أصح من المرفوع ( وليس هو بالقوي ) وقال الحافظ ابن كثير : رواية الضحاك عن ابن عباس فيها انقطاع .




                                                                                                          الخدمات العلمية