الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سنة ثلاث عشرة

                                                                                      قال ابن إسحاق : لما قفل أبو بكر رضي الله عنه عن الحج بعث عمرو بن العاص قبل فلسطين ، ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء .

                                                                                      وروى ابن جرير ، قال : قالوا : لما وجه أبو بكر الجنود إلى الشام أول سنة ثلاث عشرة ، فأول لواء عقده لواء خالد بن سعيد بن العاص ، ثم عزله قبل أن يسير خالد ، وقيل : بل عزله بعد أشهر من مسيره ، وكتب إلى خالد فسار إلى الشام ، فأغار على غسان بمرج راهط ، ثم سار فنزل على قناة بصرى ، وقدم أبو عبيدة وصاحباه فصالحوا أهل بصرى ، فكانت أول ما فتح من مدائن الشام ، وصالح خالد في وجهه ذلك أهل تدمر .

                                                                                      قال ابن إسحاق : ثم ساروا جميعا قبل فلسطين ، فالتقوا بأجنادين بين الرملة وبيت جبرين ، والأمراء كل على جنده ، وقيل : إن عمرا كان عليهم جميعا ، وعلى الروم القيقلان ، فقتل وانهزم المشركون يوم السبت لثلاث من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، فاستشهد نعيم بن عبد الله بن النحام ، وهشام بن العاص ، والفضل بن [ ص: 65 ] العباس ، وأبان بن سعيد .

                                                                                      وقال الواقدي : الثبت عندنا أن أجنادين كانت في جمادى الأولى ، وبشر بها أبو بكر وهو بآخر رمق .

                                                                                      وقال ابن لهيعة : عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال : قتل من المسلمين يوم أجنادين عمرو ، وأبان ، وخالد : بنو سعيد بن العاص بن أمية ، والطفيل بن عمرو ، وعبد الله بن عمرو الدوسيان ، وضرار بن الأزور ، وعكرمة بن أبي جهل بن هشام ، وسلمة بن هشام بن المغيرة عم عكرمة ، وهبار بن سفيان المخزومي ، ونعيم بن النحام ، وصخر بن نصر العدويان ، وهشام بن العاص السهمي ، وتميم وسعيد ابنا الحارث بن قيس .

                                                                                      وقال محمد بن سعد : قتل يومئذ طليب بن عمير ، وأمه أروى هي عمة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      وعن أبي الحويرث ، قال : برز يوم أجنادين بطريق ، فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنه فقتله عبد الله ، ثم برز بطريق آخر فقتله عبد الله بعد محاربة طويلة ، فعزم عليه عمرو بن العاص أن لا يبارز ، فقال : والله ما أجدني أصبر ، فلما اختلطت السيوف وجد مقتولا .

                                                                                      قال الواقدي : عاش ثلاثين سنة ، ولا نعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : إنه كان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين .

                                                                                      وقال ابن جرير : قتل يوم أجنادين : الحارث بن أوس بن عتيك ، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري . كذا قال ابن جرير .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية