الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " ولو ولدت ابنا من زنا فأرضعت مولودا فهو ابنها ولا يكون ابن الذي زنى بها " . قال الماوردي : وهذا صحيح ، ولد الرضاع تبع لولد الولادة فإذا ولدت المرأة من زوج أو من وطء شبهة كان ولدها الذي ولدته حقا بزوجها الذي ولدت منه وبالوطء لها بالشبهة ، فإن أرضعت بلبنه ولدا كان ولد الرضاع ولدا للزوج الذي تزوجت به ، وللواطئ الذي وطئها بالشبهة ؛ لأنه مخلوق من مائهما وكان ولد الرضاع لهما ؛ لأنه متغذ بلبنهما ، فإن زنت وولدت ولدا من زنا وأرضعت بلبنه ولدا كان ولد الزنا وولد الرضاع لاحقين بها ولم يلحقا بالزاني ؛ لأن ابنها المولود عن الزاني يوجب انتفاء المرضع عنه ، ولأن ولد النسب أقوى حكما من ولد الرضاع ، وقد انتفى عن الزاني فكان أولى أن ينتفي عنه ولد الرضاع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية