الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قثم ]

                                                          قثم : قثم الشيء يقثمه قثما واقتثمه : جمعه واجترفه ، ويقال : قثام ، أي : اقثم ، مطرد عند سيبويه ، وموقوف عند أبي العباس . ورجل قثوم : جماع لعياله . والقثم ، والقثوم : الجموع للخير ، ويقال في الشر أيضا : قثم واقتثم ، ويقال : إنه لقثوم للطعام وغيره ، وأنشد :


                                                          لأصبح بطن مكة مقشعرا كأن الأرض ليس بها هشام


                                                          يظل كأنه أثناء سرط     وفوق جفانه شحم ركام


                                                          فللكبراء أكل حيث شاءوا     وللصغراء أكل واقتثام



                                                          قال ابن بري : يعني هشام بن المغيرة ، قال : والاقتثام التزليل . وقثم له من العطاء قثما : أكثر ، وقيل : قثم له أعطاه دفعة من المال جيدة مثل قذم وغذم وغثم . وقثم : اسم رجل مشتق منه وهو معدول عن قاثم وهو المعطي ، ويقال للرجل إذا كان كثير العطاء : مائح قثم ، وقال :


                                                          ماح البلاد لنا في أوليتنا     على حسود الأعادي مائح قثم



                                                          ورجل قثم وقذم إذا كان معطاء . وقثم مالا إذا كسبه . وقثام : اسم للغنيمة إذا كانت كثيرة . وقد اقتثم مالا كثيرا إذا أخذه . وفي حديث المبعث : أنت قثم ، أنت المقفى ، أنت الحاشر ، هذه أسماء النبي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي الحديث : أتاني ملك فقال : أنت قثم وخلقك قيم ، القثم : المجتمع الخلق ، وقيل : الجامع الكامل ، وقيل : الجموع للخير وبه سمي الرجل قثما ، وقيل : قثم معدول عن قاثم وهو الكثير العطاء ، ويقال للذيخ قثم واسم فعله القثمة ، وقد قثم يقثم قثما وقثمة . والقثم : لطخ الجعر ونحوه . وقثام : من أسماء الضبع سميت به لالتطاخها بالجعر ، قال سيبويه : سميت به ؛ لأنها تقثم ، أي : تقطع . وقثم : الذكر من الضباع وكلاهما معدول عن فاعل وفاعلة ، والأنثى قثام مثل حذام ، سميت الضبع بذلك لتلطخها بجعرها . والقثمة : الغبرة . وقثم قثما وقثامة : اغبر ، ويقال للأمة : يا قثام ، كما يقال لها : يا ذفار ، قال ابن بري : سمي الذكر من الضبعان قثم لبطئه في مشيه ، وكذلك الأنثى . يقال : هو يقثم في مشيه ، ويقال : هو يقثم ، أي : يكسب ولذلك سمي أبا كاسب ، وهذا هو الصحيح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية