الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3377 حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم وقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاءوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا إسماعيل ) هو ابن أبي أويس .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا أخي ) هو أبو بكر عبد الحميد ، وسليمان هو ابن بلال .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( جاءه ثلاثة نفر ) هم ملائكة ، ولم أتحقق أسماءهم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال أولهم : أيهم ) هو مشعر بأنه كان نائما بين اثنين أو أكثر ، وقد قيل إنه كان نائما بين عمه حمزة وابن عمه جعفر بن أبي طالب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فكانت تلك ) أي القصة أي لم يقع في تلك الليلة غير ما ذكر من الكلام .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 671 ] قوله : ( حتى جاءوا إليه ليلة أخرى ) أي بعد ذلك ، ومن هنا يحصل رفع الإشكال في قوله " قبل أن يوحى إليه " ما سيأتي بيانه في مكانه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فيما يرى قلبه والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه ، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ) قد تقدم مثل هذا من قول عبيد بن عمير في أوائل الطهارة ، ومثله لا يقال من قبل الرأي ، وهو ظاهر في أن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم لكنه بالنسبة للأمة ، وزعم القضاعي أنه مما اختص به عن الأنبياء أيضا ، وهذان الحديثان يردان عليه ، وقد تقدم في التيمم في الكلام على حديث عمران في قصة المرأة صاحبة المزادتين ما يتعلق بكونه صلى الله عليه وسلم كان تنام عيناه ولا ينام قلبه ، فليراجع منه من أراد الوقوف عليه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية