الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
القاعدة الثانية .

حق ما يضاف إليه العدد من الثلاثة إلى العشرة أن يكون اسم جنس أو اسم جمع ، وحينئذ فيجر بـ " من " ، نحو : ( فخذ أربعة من الطير ) ( البقرة : 260 ) . ويجوز إضافته ، نحو : ( تسعة رهط ) ( النمل : 48 ) . وإن كان غيرهما من الجموع أضيف إليه الجمع على [ ص: 105 ] مثال جمع القلة من التكسير ، وعلته أن المضاف موضوع للقلة ، فتلزم إضافته إلى جمع قلة ، طلبا لمناسبة المضاف إليه المضاف في القلة ، لأن المفسر على حسب المفسر ، فتقول : ثلاثة أفلس وأربعة أعبد ، قال تعالى : ( من بعده سبعة أبحر ) ( لقمان : 27 ) .

وقد استشكل على هذه القاعدة قوله تعالى : ( يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) ( البقرة : 228 ) فإن قروء جمع كثرة ، وقد أضيف إلى الثلاثة ولو جاء على القاعدة لقال : أقراء ، والجواب من أوجه :

أحدها : أنه أوثر جمع الكثرة هنا ، لأن بناء القلة شاذ ، فإنه جمع " قرء " بفتح القاف ، وجمع " فعل " على " أفعال " شاذ قياسا ، فجمعوه على " فعول " إيثارا للفصيح فأشبه ما ليس له إلا جمع كثرة ، فإنه يضاف إليه كثلاثة دراهم . ذكره ابن مالك .

والثاني : أن القلة بالنسبة إلى كل واجد من المطلقات ، وإنما أضاف جمع الكثرة نظرا إلى كثرة المتربصات لأن كل واحدة تتربص ثلاثة . حكاه في البسيط عن أهل المعاني .

الثالث : أنه على حذف مضاف ، أي ثلاثة أقراء قروء .

الرابع : أن الإضافة نعت في تقدير الانفصال لأنه بمعنى " من " التي للتبعيض أي ثلاثة أقراء من قروء . كما أجاز المبرد ثلاثة حمير ، وثلاثة كلاب ، على إرادة " من " أي من حمير ومن كلاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية