الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1485 [ ص: 195 ] (ضير من ضار يضير ضيرا، ويقال: ضار يضور ضورا، وضر يضر ضرا).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  لما كانت روايتان في قوله: (فلا يضيرك) إحداهما: (فلا يضيرك) والأخرى: (فلا يضرك) أشار بقوله: (ضير) بالأجوف اليائي إلى أن مصدر "لا يضيرك" ضير، وأشار إلى أن فيه لغتين: إحداهما: ضار يضير من باب باع يبيع، والأخرى: ضار يضور من باب قال يقول، وأشار إلى الرواية الثانية بقوله: (وضر يضر ضرا) من باب فعل يفعل، بفتح العين في الماضي وضمها في المستقبل، وضرا مصدره بضم الضاد، ويجيء أيضا مصدره ضررا بفتحتين، وفي المطالع الضرر والضير والضر والضر والضرار كل ذلك بمعنى.

                                                                                                                                                                                  قلت: وفي الحديث: "لا ضرر ولا ضرار" فعلى ما ذكره يكون هذا للتأكيد. وفرق بعضهم بينهما فقال: الضرر ما تضر به صاحبك مما تنتفع أنت به، والضرار أن تضره من غير أن تنفع نفسك، ومتى قرن بالنفع لم يكن فيه إلا الضر والضر لا ضير.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية