الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3265 - وعن عائشة قالت : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب ، فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قالت : بناتي ، ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع ، فقال : ما هذا الذي أرى وسطهن قالت : فرس قال وما هذا الذي عليه ؟ قالت : قلت : جناحان ، قال فرس له جناحان ، قالت أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة ؟ قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه . رواه أبو داود .

التالي السابق


3265 - ( وعن عائشة قالت قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك ) : مكان معروف وهو نصف طريق المدينة إلى دمشق الشام ، وهي غزوة العسرة وكانت سنة تسع من الهجرة بلا خلاف ، وذكر البخاري لها بعد حجة الوداع لعله خطأ من النساخ . ( أو خيبر ) : شك من الراوي عنها وهو بالتصغير واد بقرب ذي المجاز ، وقيل ماء بينه وبين مكة ثلاث ليال قرب الطائف سنة ثمان حين فتح مكة ( وفي سهوتها ) : بفتح السين المهملة أي صفتها قدام البيت وقيل : بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع وقيل هو شبيه بالرف والطاق يوضع فيه الشيء كذا في النهاية ، وقال بعض شراح المصابيح قوله " وفي بهوتها " ، البهوة : البيت المقدم أمام البيوت ، وروي " سهوتها " بالسين المهملة ( ستر ) : بكسر السين ( فهبت ريح فكشفت ) : أي : بينت وأظهرت ( ناحية الستر أي طرفه المكشوف بالريح ( عن بنات لعائشة لعب ) : بضم ففتح بدل أو بيان ( قال ما هذا ) : أي : الذي رأيناه خلف الستر ( يا عائشة قالت : بناتي ، ورأى ) : أي : وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ( منهن ) : أي : بين البنات ( فرسا له ) : أي : الفرس ( جناحان من رقاع ) : بكسر الراء جمع رقعة وهي الخرقة وما يكتب عليه . ( فقال : ما هذا الذي أرى ) : أي : أبصره ( وسطهن ) : بالسكون قال في المصباح الوسط بالسكون بمعنى بين نحو جلست وسط القوم أي بينهم ، وقال الجوهري : يقال وسط القوم بالتسكين ، وسط الدار بالتحريك ، وقال : كل موضع يصلح فيه بين فهو بالتسكين ، وكل موضع لا يصلح فيه فهو بالتحريك ( قالت : فرس قال : وما هذا الذي عليه قالت : جناحان قال : فرس له [ ص: 2129 ] جناحان ) : بحذف الاستفهام ( قالت : أما سمعت ) : أي : من الناس ( أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه ) : أي : أواخر أسنانه ، قال ابن الملك : قيل عدم إنكاره - صلى الله عليه وسلم - على لعبها بالصورة وإبقائها في بيتها دال على أن ذلك قبل التحريم إياها ، أو يقال : لعب الصغار مظنة الاستخفاف ، اهـ . والثاني غير صحيح لأنه - صلى الله عليه وسلم - تزوجها بمكة في عشر من شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث ولها ست سنين ، والغزوتان المذكورتان إحداهما سنة ثمان والأخرى سنة تسع من الهجرة فباليقين تجاوزت عائشة حينئذ حد البلوغ ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية