الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1494 162 - حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، قال: اختلف علي وعثمان رضي الله عنهما وهما بعسفان في المتعة فقال علي: ما تريد إلا أن تنهى عن أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فلما رأى ذلك علي أهل بهما جميعا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ورجاله قد ذكروا غير مرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وهما بعسفان) جملة حالية، أي كائنان بعسفان، وهو بضم العين وسكون السين المهملتين وبالفاء وبعد الألف نون، وهي قرية جامعة بها منبر، على ستة وثلاثين ميلا من مكة، ويقال على [ ص: 204 ] قدر مرحلتين من مكة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ما تريد إلا أن تنهى) أي ما تريد إرادة منتهية إلى النهي، أو ضمن الإرادة معنى الميل.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فعله النبي صلى الله عليه وسلم) جملة في محل الجر؛ لأنها وقعت صفة لقوله: (عن أمر).

                                                                                                                                                                                  قوله: (أهل بهما) أي بالعمرة والحج، وهذا هو القران.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: كيف تقول هذا قران والاختلاف بينهما كان في التمتع؟

                                                                                                                                                                                  قلت: من وجوه: التمتع أن يتمتع الرجل بالعمرة والحج، وهو أن يجمع بينهما فيهل بهما جميعا في أشهر الحج أو غيرها يقول: لبيك بعمرة وحجة معا، وهذا هو القران، وإنما جعل القران من باب التمتع؛ لأن القارن يتمتع بترك النصب في السفر إلى العمرة مرة وإلى الحج أخرى، ويتمتع بجمعهما ولم يحرم لكل واحد من ميقاته، وضم الحج إلى العمرة فدخل تحت قوله تعالى: فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية