الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3407 حدثنا عبد العزيز الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به وعن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث أبي هريرة هذا إلا أن أبا بكر يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الخامس والعشرون حديث أبي هريرة ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم الحديث ، وسيأتي الكلام عليه في كتاب الفتن . الحديث السادس والعشرون حديث نوفل بن معاوية قال مثل حديث أبي هريرة ، وسيأتي شرح المتن في الفتن ، وقوله ( وعن الزهري ) هو بإسناد حديث أبي هريرة إلى الزهري ، ووهم من زعم أنه معلق ، وقد أخرجه مسلم بالإسنادين معا من طريق صالح بن كيسان عن الزهري ، وقوله ( إلا أن أبا بكر ) يعني ابن عبد الرحمن شيخ الزهري . وقوله يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله يحتمل أن يكون أبو بكر زاد هذا مرسلا ، ويحتمل أن يكون زاده بالإسناد المذكور عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية ، وعبد الرحمن هذا هو أخو عبد الله بن مطيع الذي ولي الكوفة ، وهو مذكور في الصحابة ، وأما عبد الرحمن فتابعي على الصحيح ، وقد ذكره ابن حبان ، وابن منده في الصحابة ، وليس له في البخاري غير هذا الحديث ، وشيخه نوفل بن معاوية صحابي قليل الحديث من مسلمة الفتح ، عاش إلى خلافة يزيد بن معاوية ، ويقال إنه جاوز المائة ، وليس له في البخاري أيضا غير هذا الحديث ، وهو خال عبد الرحمن بن مطيع الراوي عنه . قال الزبير بن بكار : اسم أمه كلثوم ، والمراد بالصلاة المذكورة صلاة العصر ، كذا أخرجه النسائي مفسرا من طريق يزيد بن أبي حبيب " عن عراك بن مالك عن نوفل بن معاوية ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من الصلاة صلاة فذكر مثل لفظ أبي بكر بن عبد الرحمن وزاد " قال : فقال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هي صلاة العصر ، وقد تقدم في الصلاة في المواقيت حديث بريدة في ذلك مشروحا ، وهو شاهد لصحة قول ابن عمر هذا والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) :

                                                                                                                                                                                                        ذكر البخاري هذه الزيادة هنا استطرادا لوقوعها في الحديث الذي أراد إيراده في هذا الباب ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية