الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        [ ص: 292 ] 6969 - حدثنا ربيع بن سليمان الجيزي قال : ثنا أحمد بن محمد بن الأزرقي قال : ثنا عبد الجبار بن الورد قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : لما ماتت أم أبان ، بنت عثمان بن عفان ، حضرت مع الناس ، فجلست بين يدي عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، وعبد الله بن عباس ، فبكى النساء .

                                                        فقال ابن عمر رضي الله عنه : ألا تنهى هؤلاء عن البكاء ؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه .

                                                        فقال ابن عباس : قد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ذلك ، فخرجت مع عمر رضي الله عنه ، حتى إذا كنا بالبيداء ، إذا ركب .

                                                        فقال : يا ابن عباس ، من الركب ؟ فذهبت ، فإذا هو صهيب وأهله .

                                                        فرجعت فقلت : يا أمير المؤمنين ، هذا صهيب وأهله .

                                                        فلما دخلنا المدينة ، وأصيب عمر رضي الله عنه ، جلس صهيب يبكي عليه وهو يقول : واحباه ، واصاحباه . فقال عمر رضي الله عنه : لا تبك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الميت ، ليعذب ببعض بكاء أهله عليه " .

                                                        قال : فذكر ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت : أم والله ، ما تحدثون هذا الحديث عن الكاذبين ، ولكن السمع يخطئ ، وإن لكم في القرآن لما يشفيكم ألا تزر وازرة وزر أخرى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل ليزيد الكافر عذابا ببعض بكاء أهله عليه .


                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية